أعلنت موريتانيا عن تنظيم مناورات عسكرية واسعة النطاق في محيط منطقة الطويلة شمال العاصمة نواكشوط، وذلك في خطوة تُثير العديد من التكهنات والتحليلات حول أهدافها وخلفياتها.
و يرى مراقبون أن هذه المناورات تأتي في إطار سعي الحكومة الموريتانية إلى تعزيز قدرات جيشها وتجهيزه بأحدث الأسلحة، بما في ذلك راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، و يُشيرون إلى أن ذلك يُعدّ رسالة قوية إلى الداخل تُؤكد على التزام الدولة بحماية أمنها وسيادتها، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.
و تتزامن هذه المناورات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 يونيو الجاري، والتي يترشح فيها الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية.
و يُرجّح بعض المحللين أن ولد الغزواني قد يستغلّ هذه المناورات للإعلان عن اعتراف موريتانيا بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء، وذلك في خطوة من شأنها أن تُحسّن من علاقاته مع المغرب وتعزز من مكانته الإقليمية.
و يرى آخرون أن هذه المناورات تُمثّل رسالة قوية إلى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، مفادها أن موريتانيا “بعد عام 2024 قوية بجيشها وتسليحها قادرة على بسط سيادتها، ورفع صوتها بالقرار المنسجم مع مصالحها الإقتصادية والسياسيه”، ويُشيرون إلى أن اعتراف موريتانيا بمغربية الصحراء من شأنه “فتح باب التنمية على مصراعيه”.
و بحسب الخبير القانوني في ملف الصحراء، عبد الفتاح الفاتحي، فإن هذه المناورات تُرسل رسائل قوية إلى كل الجماعات العابرة للحدود، لاسيما تلك التي تحترف الأعمال غير المشروعة، تؤكد من خلالها أنها لن تسمح لعناصر البوليساريو باستخدام حدودها في كل ما يتعلق بتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.
و يُضيف الفاتحي أن “موريتانيا توجه رسائل قوية مفادها أن الحدود الهشة لن تبقى كذلك بعد الآن، بعدما كانت فضاء مدرا للدخل بالنسبة للجماعات المحترفة للأنشطة غير المشروعة”. ويشير إلى أن “المناورات العسكرية الموريتانية تكرس تأييد نواكشوط للتحالف الدولي المعني بتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
و تُؤكد المناورات العسكرية الموريتانية على حرص الدولة على تعزيز قدراتها العسكرية وتأكيد سيادتها على أراضيها، كما تُرسل رسائل قوية إلى الداخل والخارج تُؤكد على التزام موريتانيا بالأمن والاستقرار في المنطقة.
المصدر : فاس نيوز ميديا