أصبحت منصة الإرهابي حجيب باليوتوب و التي يتحكم بها من قلب الأراضي الألمانية نموذج فقط عن التطرف الرقمي و مؤشر عن وجود صناعة جديد للإرهاب هذه المرة ينطلق من عمق الفضاء الإلكتروني.
و مما لا شك فيه أن الثورات الصناعية حاولت جاهدا خدمة الإنسان و الدفاع عن حقوقه بشكل كبير، و لعل أبرز مثال على هذا التوجه هو الثورة الصناعية المستقبلية الخامسة التي تهدف إلى تحسين ظروف عيش الإنسان على كوكب الأرض.
غير إن هذا التطور السريع قد تعرض إلى انتكاسة حقيقة بالعديد من الدول و المجتمعات السائرة في طريق النمو، و ذلك لقصور قدرتها على تأمين مجتمعها من الجرائم الإلكترونية بشكل عام.
لقد أصبح المملكة المغربية مؤخرا مستهدفة بشكل متزايد بهجمات إلكترونية متطرفة جلها استغلت فصاء مواقع التواصل الاجتماعية لشركة ميتا و منصات غوغل كمنصة يوتوب.
و تشير الأبحاث أن دعم غوغل و ميتا من خلال إتاحتهما لمواردهما الرقمية و التحفيز المادي للعديد من الأشخاص المتطرفين و الإرهابيين، منح قوة نوعية للعديد من الخلايا النائمة بالمغرب لسلك طريق خلق الفوضى الرقمية، شكلت بزخمها حاجز فوبيا بمنظومة العدالة للإفلات من الجزاءات القانونية.
إن مؤشر ارتفاع عدد الشكايات المرتبطة بجرائم الاعتداء على الأشخاص الذاتيين و الاعتباريين و مؤسسات الدولة بواسطة الفضاء الرقمي في نمو متزايد، في المقابل تبقى المقاربة الأمنية غير فعالة في غياب فعالية منظومة العدالة ككل، جراء خوف و انتشار فوبيا خاصة بهذا النوع من الجرائم لدى المسؤولين القضائيين تجنبا لتعرضهم أيضا لهذا التطرف الإلكتروني.
لقد تحولت فوبيا الجرائم الإلكترونية بمظومة العدالة المغربية و كذا توفير الدعم الرقمي و المادي من طرف شركتي فيسبوك و غوغل، إلى تشكيل صناعة رقمية جديدة في خدمة التطرف و الإرهاب الإلكتروني.
و بالرغم من أن جميع المؤشرات بحسب باحثين جد مقلقة بخصوص هذه الصناعة الرقمية الجديدة بالمغرب، إلا أن جمعية خبراء الحاسوب تؤكد أن هناك أمل كبير في معالجة و محاربة هذه الإشكاليات الرقمية الخطيرة بفضاء التواصل الاجتماعي.
و شددت جمعية خبراء الحاسوب أنه حان الوقت لتنسيق دولي عاجل بالدول المتضررة ،و بناء ترسانة تشريعية قوية تهدف لمواجهة هذا النوع من الجرائم بسرعة رقمية و فعالية تتناسب و حجم التأثير الرقمي و الواقعي لهذه الصناعة الجرمية الرقمية.