جدري القرود- دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات للتصدي الى فيروس “جذري القرود” والحد من انتشاره.
وأكدت منظمة الصحة على ضرورة التوعية بشأن هذا الفيروس وإجراء اكتشاف شامل للحالات والعزل للحد من الإصابة، ورصد المخالطين ورعاية داعمة للحد من تفشي المرض في المستقبل.
وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أنه لا يمكن تحديد حالات مؤكدة أو يشتبه في إصابتها بهذا الفيروس بدون أي تاريخ سفر، لمنطقة موبوءة في العديد من الدول.
كما كشفت المنظمة أن الحالات التي تم إكتشافها إلى حدود الساعة بكل من أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا، أثرت بشكل كبير على الذكور الذين مارسوا الجنس مع ذكور وزاروا منشآت طبية.
وأكد المصدر، أنه من المحتمل اكتشافات حالات إصابات جديدة في عدد من دول العالم، وذلك في إطار قلة مراقبة الإصابات والكشف عن هذا الفيروس.
وأشار المصدر، إلى أن فيروس جدري القردة ينقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.
“جدري القردة” مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، حسب ذات المصدر.
وذكرت المنظمة، أنه لا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة التالية:
المقايسة المناعية الأنزيمية
اختبار الكشف عن المستضدات
مقايسة تفاعل البوليميراز المتسلسل
عزل الفيروس بواسطة زرع الخلايا.
العلاج واللقاح من فيروس جدري القردة
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنه لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته. وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الفيروس ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور، وذلك بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. حيث من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.
ورصدت السلطات الصحية في دول أوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا واسبانيا والبرتغال عددًا من حالات الإصابة بمرض “جدري القرود” الفيروسي خلال الأيام الأخيرة؛ حيث تعتبر هذه المرة الأولى التي ينتشر فيها المرض بين أشخاص لم يسبق لهم أن سافروا إلى إفريقيا.
ويراقب مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم احتمالات ظهور المزيد من حالات الإصابات التي جاءت غالبيتها بين فئة الشباب، إلا أنه جرى في الوقت ذاته تأكيد أن “المخاطر لا تزال منخفضةً فيما يتعلق بعامة السكان”.
ماهو جدري القرود
“جدري القردة” مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ، إذ ينشأ في الحيوانات البرية مثل القوارض والرئيسيات، ويُنقل أحيانًا من الحيوانات إلى الإنسان.
وينتمي “جدري القرود “إلى عائلة الفيروسات نفسها المسببة للإصابة بمرض الجدري المعروف، حيث يسبب أعراضًا أكثر اعتدالًا؛ إذ يعاني معظم المرضى من الحمى وآلام الجسم والقشعريرة والتعب، وقد يطور الأشخاص المصابون، بمستوى أكثر خطورةً للمرض، طفحًا جلديًّا وبثورًا على الوجه واليدين يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وذلك وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية CDC.
وحسب وسائل إعلام، فإنه تبلغ فترة حضانة الفيروس (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) المسبب لهذه الإصابات من حوالي خمسة أيام إلى ثلاثة أسابيع، حيث يتعافى معظم الناس في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع دون الحاجة إلى دخول المستشفى، لكن يمكن أن يكون جدري القرود قاتلًا بنسبة تصل إلى واحد من كل 10 أشخاص، كما يُعتقد أنه يكون أكثر حدةً عند الأطفال والحوامل ومَن يعانون ضعف المناعة.
في ذات السياق، وحسب مكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية، فإن “جدري القرود” عادة تكون أعراضه خفيفة لكن أيضا قد تكون له مضاعفات خطيرة. ويستبعد عالم الأوبئة باول هونتر من جامعة إيست أنغيلا أن تخلف الإصابات المنتشرة في أوروبا حاليا وفيات، معتبرا في حوار مع “بي بي سي” أن ذلك غير متوقع تماما.
لقاح “جدري القرود”
مع ظهور حالات الإصابات بمرض جدري القرود في بريطانيا سارعت السلطات البريطانية إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري.
وتعليقا على الموضوع، قال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.
من جهة أخرى، وحسب وسائل إعلام، فإنه تشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة ضد جدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
بريطانيا ترصد يوميا إصابات جديدة بفيروس “جدري القردة”
وأعلنت مسؤولة بوكالة الأمن الصحي، أمس الأحد 22 ماي الجاري، أنه المملكة المتحدة تسجل إصابات يومية جديدة بجدري القردة، وهي مسألة تقول الحكومة إنها تأخذها “على محمل الجد”.
كما قالت كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي سوزان هوبكنز لشبكة “بي بي سي” (BBC) -وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية- يوم أمس الأحد، “إننا نرصد إصابات إضافية كل يوم”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أنه تم تسجيل 20 إصابة الأسبوع الماضي، حيث سيتم نشر حصيلة جديدة الاثنين تتضمن “أرقام نهاية الأسبوع”.
وأفاد مسؤول إقليمي في منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي، أنه سجلت العديد من الدول الأوروبية إصابات بجدري القردة التي قد يتزايد عددها في القارة.
وحسب المصدر، فإن “الغالبية العظمى من الإصابات المسجلة حتى الآن، في المملكة المتحدة، تتماثل للشفاء من تلقاء نفسها”.
ملاحظة: تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من ماي الجاري، لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.