تسبب القرار الجزائري أحادي الجانب في وقف تزويد إسبانيا بالغاز الطبيعي عن طريق خط “الغاز المغاربي الأوروبي MEG” المار عبر المغرب، حيث تم استبداله بالخط المباشر “ميدغاز”، في أزمة جديدة للحكومة الإسبانية مع المعارضة، وتحديدا الحزب الشعبي الذي يقودها، حيث اعتبر أمس الخميس 28 أكتوبر 2021، أن الجزائر “باعت الوهم لسانشيز مرتين الأولى بفضيحة بن بطوش (زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي) والثانية عن طريق “الغاز” كونها لم تقدم أي ضمانات على أن هذه الخطوة ستُزود بلاده بحاجياتها من الغاز دون التسبب في ارتفاع الأسعار.
في ذات السياق، أورد بابلو مونتيسينوس، البرلماني عن الحزب الشعبي (المذكور) والمسؤول عن التواصل داخله، أن خطوة الجزائر وضعت إسبانيا في أزمة، في الوقت الذي ارتفع فيه منسوب استهلاك الغاز في إسبانيا وارتفع أيضا مؤشر الأسعار بخمس نقط ونصف ليصل إلى المستوى الأعلى منذ 29 عاما، مبرزا أن الحكومة الجزائرية لم تقدم أي ضمانات لمدريد سواء عند لقاء ممثليها بوزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس أو النائبة الثالثة لرئيس الحكومة تيريزا ريبييرا، التي قامت بزيارة الجزائر.
من جهة أخرى، استند النائب الإسباني إلى أن حكومة سانشيز لا تزال في حيرة من أمرها على بعد يومين فقط من انتهاء العقد، حيث لا زالت تدرس ما إذا كان تدفق الغاز عبر خط “ميدغاز” المباشر، والأقل إجمالا من نظيره المار عبر المغرب، سيكون كافيا لتغطية حاجة الإسبان من هذه المادة، أم أن على مدريد نقل الغاز عبر السفن من دول أخرى، مبرزا أنه في جميع الحالات لا توجد ضمانات لدى إسبانيا بجلب الغاز دون ارتفاع الأسعار.
“الجزائر أعطت القرع لإسبانيا”، جملة استخدمها مونتيسينوس، وهي عبارة تعني بيع الوهم، مطالبا الحكومة، وخاصة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بالمثول أمام البرلمان لشرح الوضع والكشف عن التدابير التي اتُّخذت لضمان تزويد الإسبان بالغاز وأيضا لتفادي ارتفاع الأسعار، معتبرا أن تدبيره لهذا الملف أبرز أنه “غير قادر على تولي السلطة التنفيذية”.
يشار إلى أن إسبانيا تتخوف من عدم قدرة الخط الجديد على نقل حاجياتها من الغاز الجزائري، وذلك بعد قرار السلطات الجزائرية عدم تجديد عقد الخط المغاربي الأوروبي المنتهي يوم 31 أكتوبر 2021، وذلك على خلفية صراعها مع المغرب، وقد دفع هذا الأمر حكومة سانشيز إلى فتح قنوات التفاوض مع قطر من أجل استيراد غازها عن طريق السفن.