يبدو أن إسبانيا بدأت رحلتها في البحث عن مصدر آخر أكثر أمانا لتوفير حاجياتها من الغاز قبل فصل الشتاء.
في ذات السياق، أكدت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية، على أن حكومة بيدرو سانشيز تحتاج بشكل عاجل إلى 10000 مليون متر مكعب من الغاز، ليس فقط لتجنب النقص، ولكن أيضًا لتجنب تفشي المرض الاجتماعي بعد تفشي الوباء والأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء.
هذا وكشفت الصحيفة، أن إسبانيا لجأت فعليا إلى قطر، وذلك من أجل تأمين إمداداتها من الغاز المسيل، الذي لن تتمكن الجزائر من توفير الحصة الكاملة التي كان الأنبوب المغربي، المهدد بالإلغاء الأحد المقبل 31 أكتوبر 2021،(كان) يوفرها.
وقالت الصحيفة ذاتها، أن وزير الخارجية الإسباني قد ناقش بالفعل خلال زيارته هذا الأسبوع للدوحة مع مسؤولين قطريين ، بمن فيهم الأمير تميم ، القضية الحساسة الخاصة بتزويد السوق الإسبانية بكميات إضافية وكافية من الغاز، حيث جاءت هذه الزيارة بعد أسبوعين، من سفر خوسيه مانويل ألباريس إلى الجزائر العاصمة لمناقشة القضية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، حيث لم يفلح في إقناعهم بالعدول عن قرار إلغاء أنبوب الغاز المغربي.
وأوضح المصدر، أن قيام إسبانيا بهذه الخطوة، تأتي فقط احتياطا منها من أن يتم استغلال الجزائر لملف الغاز للضغط على إسبانيا في ملفات مستقبلية، أو استخدامه كأداة للإكراه كما تفعل الدول المنتجة الكبيرة، في إشارة إلى ما فعلته روسيا في عام 2009 بسبب نزاعها مع أوكرانيا، البلد الذي يمر عبره أحد شرايين الغاز الرئيسية، مقابل السعر الذي كان يجب دفعه، حيث أنه في بلدان مثل بلغاريا، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 15 درجة تحت الصفر، نفد الغاز بين عشية وضحاها، حسب ذات المصدر.
وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلة خط الغاز الوحيد المباشر بين الجزائر وإسبانيا المار تحت الماء ويربط وهران والمرية عبر medgaz، هي أن لديها قدرة نقل أقل بكثير من نظيرتها المغربية.
من جهة أخرى، فإن إسبانيا مضغوطة بعالم الوقت مع اقتراب فصل الشتاء حيث يتوقع خبراء إسبان سيناريو لعاصفة شبه كاملة تعم البلاد، وذلك بعدما أعلن خبراء الأرصاد الجوية أن بلادهم ستواجه أبرد شتاء في السنوات الخمس القادمة، مما يعني بطبيعة الحال ذروة قياسية في استهلاك الغاز، ومن ناحية أخرى، فإن مستوى احتياطيات الغاز في إسبانيا أسوأ بكثير مما كان عليه في عام 2020، ما يقرب من 25 بالمائة أقل من العام السابق.
وختم المصدر، إلى أن هذا هو السبب الذي دفع إسبانيا للجوء إلى قطر باعتبارها من أكبر موردي الغاز المسال في العالم، من أجل تعويض خصاصها (إسبانيا)، المحتمل من الغاز الجزائري، رغم أن جعل قطر المورد الكبير الآخر لإسبانيا قد يؤدي إلى مشاكل جديدة مع الجزائر، لأن الدولة القطرية هي إحدى الدعائم الأساسية للمغرب في ملف صحرائه، حسب ذات المصدر.