أثار تضاعف أسعار الغاز بالأسواق العالمية، موجة من الخوف والهلع وسط الدول الأوروبية، مما ينذر بأزمة طاقة ستشهدها أوروبا حين يشتد البرد في الشتاء، وزيادات جديدة في الأسعار بسبب كثرة الطلب.
وأوضحت تقارير طاقوية، نقلا عن مصدر إعلامي، أن أسواق الطاقة منشغلة بالخريف الساخن لأسعار الغاز، بعدما حطم المؤشر الأوروبي القياسي لأسعار الغاز أرقاما قياسية، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف وقود الغاز المستخدم في محطات الكهرباء بأكثر من 40% منذ بداية شهر غشت، في حين كان خام برنت شبه مستقر في هذه الفترة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن بنك “أوف أميركا” حذر من ارتفاع أسعار الغاز في حال تأثر المناخ بموجة بارد قارس، خصوصاً في ظل نقص الإمدادات، وفي حال حصول ذلك، أشار المصدر إلى أنه قد تضطر محطات الكهرباء للتحوّل إلى العمل على النفط بدلاً من الغاز، حيث أن هذه المحطات القادرة على التحول من الغاز إلى النفط في أوروبا وآسيا بإمكانها أن تضيف إلى الطلب العالمي على النفط 1.8 مليون برميل يومياً، في حال قامت بالتحول الكامل.
وأضافت المعطيات، أنه توقع ذات البنك مساهمة زيادة الطلب على زيت التدفئة شتاء، وهو أحد المشتقات النفطية، في تحقيق ارتفاع مضاعف في الطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة، بما يقارب بين مليون ومليوني برميل يومياً.
ووفقاً لهذه المؤشرات، يوضح البنك أن عجز الإمدادات قد يصل إلى مليوني برميل يومياً، ما قد يدفع سعر النفط إلى مئة دولار للبرميل بنهاية العام الحالي، أي قبل الموعد المتوقع سابقاً من قبل البنك بنحو ستة أشهر.
هذا وأوضحت منظمة “أوبك” في منشور لها بموقعها الرسمي أنها “تتابع وبإهتمام بالغ التطورات الحالية في الأسواق العالمية للغاز الطبيعي، والتي شهدت ارتفاعات غير مسبوق في الأسعار الفورية، وفق المراكز الرئيسية، مثل مؤشر “تي تي اف””في أوروبا والذي تجاوز منتصف شهر شتتبر 2021 حاجز الـ 21 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بـ 7 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مطلع 2021″.
في ذات السياق، أشار المصدر إلى أن الأمر يتعلق بـ “المرة الأولى” التي يصل فيها مؤشر “تي تي اف” إلى هذا المستوى القياسي، متخطيا بذلك أسعار الغاز الطبيعي المميع الفورية في السوق الأسيوي، في سابقة هي الأولى في تاريخ الصناعة، فلطالما كانت أسعار الغاز في هذا السوق الأعلى مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم.
من جهة أخرى، كشفت المنظمة أن هذا الأمر “قد ينذر بأزمة ستهدد استقرار السوق العالمي للغاز، خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب، وذلك في ظل استمرار شح الإمدادات من بعض الدول المصدرة وتراجع مخزونات الغاز في السوق الأوروبي لأدنى مستوى لها في هذه الفترة المعتادة من العام”.
هذا وأكد المصدر، “حرص الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي وبالأخص الغاز الطبيعي المميع، على توفير إمدادات الغاز إلى زبائنهان، حيث تعمل محطات تمييع الغاز في أغلب الدول العربية المصدرة بكامل طاقاتها تقريبا، لتلبي نحو 30 بالمائة من الطلب العالمي”.