بعد الوقائع التي شهدتها الجزائر في الفترة الأخيرة، أعربت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، عن “قلقها الشديد” لما تعرفه المنطقة الغربية للبحر الأبيض المتوسط من عمليات ترحيل معارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان إلى بلدانهم من طرف بعض الدول مما يهدد الحق في حياتهم وكذا سلامتهم الجسمانية.
في ذات السياق، رفضت المنظمة أي محاولة لترحيل فرحات مهني، مؤسس وزعيم “ماك”، وهي الحركة المطالبة بانفصال منطقة القبائل من فرنسا إلى الجزائر بعد اتهامه بتورطه في حرائق القبائل والمناطق المجاورة لها.
كما أدانت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ترحيل الصحفي والمعارض الجزائري، سليمان بوحفص في ظروف وصفت بـ الغامضة، مبرزة أن “هناك قرائن توحي بأنه اختطف من تونس خاصة وأن مخاطر تعرضه للتعذيب حقيقية انطلاقا من لجوء السلطات الجزائرية للتعذيب ضد عدة نشطاء ينتمون للحراك الشعبي الجزائري”.
هذا ونددت بترحيل محمد عبد الله الدركي الجزائري والمعارض الجزائري، على بلاده من قبل السلطات الإسبانية، داعية إلى احترام التزامات هذه الدول وتعهداتها في إطار مقتضيات العهود والاتفاقيات التي صادقت عليها من أجل الحق في حياة هؤلاء الأشخاص ولسلامتهم الجسمانية.
من جهة أخرى، أعربت المنظمة عن رفضها بإمكانية “ترحيل الويغوري باديرسي إيشان إلى الصين، من طرف المغرب، خاصة وأن الصين الشعبية وكما تؤكد العديد من التقارير تلجأ لتطبيق عقوبة الإعدام بوتيرة عالية ولاسيما في حق الأقليات العرقية والدينية ومنها أقلية الويغور والروينغا المعرضتين للاضطهاد”.
في ذات السياق، ناشدت المنظمة المغربية حكومات هذه الدول بعدم الالتجاء إلى مثل هذه الممارسات التي تهدد حياة المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مؤكدة على أن “كل هذه الحالات مرتبطة بتهم الإرهاب في حين أن واقع الحال يؤكد أنهم معارضين أو مدافعين أو مضطهدين في بلدانهم لجؤوا إلى دول صادقت على العديد من الاتفاقيات الدولية كاتفاقية اللجوء لسنة 1951 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة، أو العقوبة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة واتفاقية حماية المدافعين عن حقوق الانسان …والعديد من الاتفاقيات الإقليمية”.