دخل الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، نور الدين بلحداد، على خط الأحداث الي شهدتها الجزائر في الفترة الأخيرة، حيث قال “إن اختيار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، يؤكد “هروب حكام الجزائر إلى الأمام، خوفا من فضح مزاعمهم وإدعاءاتهم البغيضة حول قضية الصحراء المغربية”.
وقال بلحداد، في تصريح صحفي مساء أمس الجمعة، أن تعنت الجزائر ومواقفها المعادية للمغرب ينم عن حقد تاريخي للنظام الجزائري إزاء المملكة المغربية.
وأضاف المتحدث ذاته، أن العالم بأسره يشهد على المبادرات الإفريقية التي أعادت قراءة ملف الصحراء المغربية، واعتبرت أن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية كاملة بحكم التاريخ والعلاقات الوطنية والوشائج التي جمعت سكان هذه المناطق بالعديد من السلاطين.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن النظام الجزائري لم يتقبل هذا “النضج الإفريقي”، واعتبرت نفسها “الرائدة والمحركة للأقلام السياسية في شمال وغرب إفريقيا، ليتضح فيما بعد أن هذه الحسابات كانت واهية وأن هدفها الوحيد كان معاكسة المملكة المغربية”.
وأضاف نور الدين بلحداد، أن هذا التعنت يرجع للنجاحات الكبرى التي حققتها المملكة المغربية في ملف الصحراء المغربية، بفضل مبادرات جلالة الملك محمد السادس ، لافتا إلى أن الجزائر لم تتقبل هذه النجاحات، حيث “تتجه الطغمة العسكرية الحاكمة دائما في طريق معاكسة مصالح المغرب”.
وأشار بلحداد إلى أن المواقف الجزائرية “الشاذة” لا مكان لها في القرن 21، مؤكدا أن المغرب ظل يعتبر الجزائر على الدوام “بلدا شقيقا وجارا تربطنا به علاقات تاريخية وجوار وأخوة، ونسعى إلى خلق فضاء مغاربي كبير”.
في ذات السياق أضاف بلحداد أنه بالرغم من وشائج الأخوة التي تربط الشعب المغربي بنظيره الجزائري على الصعيد الاجتماعي، إلا أن مواقف القيادة الجزائرية تدفع في اتجاه اعتبارها “جارا عاقا سياسيا”، وختم الباحث السياسي إلى أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا بمناسبة عيد العرش المجيد حظي بتقدير كبير لدى زعماء وقادة العالم، باعتباره فرصة لا تعوض لإنهاء حالة العداء والتشنج وإحلال السلم والسلام”.