تعرض الفنان المغربي نعمان لحلو لانتقادات واسعة من طرف عدد من المغاربة، الغاضبين على إصداره لأغنية جديدة موسومة بعنوان، “جواهر غدا تفتح الحدود”.
وتحكي الأغنية عن قصة حب بين شاب مغربي وفتاة جزائرية فرقت بينهما حدود البلدين.
واحتل وسم “نعمان لحلو لا يمثلني” الترند في موقع التغريدات “تويتر”، إذ عبر عدد من مرتادوا مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لأغنية المغربي نعمان لحلو، خاصة أنها صدرت بالتزامن مع الهجمة التي يشنها النظام الجزائري على المغرب، والتهم الخطيرة التي وجهها إليه بعد اندلاع الحرائق في غابات ولاية تيزي وزو والمناطق المجاورة في الجزائر.
كما اعتبر بعض المغردين المهاجمين لنعمان لحلو أنه “أخطأ بإصداره لهذه الأغنية، وأنه لا يفهم في السياسة”، إذ قال أحد النشطاء، “الظاهر أن الفنان نعمان لايفهم في السياسة، فهِم الخطاب لظاهره فأسرع بكتابة رسالة غرامية لجواهر يسرد فيها معاناته القلبية اتجاهها، لحبذا يا نعمان لو سردت لنا معاناة جواهر مع الطوابير لتأثرنا وتعاطفنا، مع الأسف يانعمان انجرفت في واد لن يأخدك إلى جواهر”.
فيما قال آخر، “أنا من المؤيدين تاع الفنانين المثقفين نعمان كان بين الفنانين لي مثقفين في المغرب، و عندو فن راقي حتال لهنا مزيان، ولكن باش تخرج في وقت عصيب و تبدا تزمر علينا بديسك ملاوط كنقولك هذا ماشي وقتو الا شفتي الملك وجه دعوة للمصالحة هذا ماكي عنيش تخرج تبدا تهلل وحدك”.
في ذات السياق، قال الفنان المغربي نعمان لحلو في تصريح صحفي، “أولا، الذي هاجم المغرب ليس الجزائر وإنما هو العصابة الحاكمة، ثانيا الحب والتآخي بين الشعبين والدم والمصاهرة التي بيننا لا تعبر عنها عصابة حاكمة تعيش فساد في أرض الجزائر، ولا تعبر عنها 4 أو 5 أو حتى 10 آلاف من الأشخاص، ولا يعبر عنها الذباب الإلكتروني الذي يخلق السباب بين الشعبين”، مؤكدا على أن “حب الشعبين أقوى من ذلك”.
وشدد نعمان لحلو ،على أنه “لا يبرر دعوته للحب، إذ من يدعو للكراهية هو الذي يجب عليه ان يبرر كراهيته”، مضيفا، “حتى لو سألتني إن كانت ستفتح الحدود غدا فسأجيب بلا، لأن أغنيتي عن الحدود لن تزهر إلا في وجود حب ودولة مدنية وليس في وجود الدولة العسكرية، التي كلما وقع زلزال أو حرائق أو فياضانات في الجزائر يلصقونها بالمغرب، حيث أنهم يصدرون مشاكلهم، ونهايتهم حتمية”.
وأضاف المتحدث ذاته، “بالنسبة لهؤلاء الذين يهاجمونني بالشتم فهم ثلاث أنواع، إما أنهم لم يسمعوا الأغنية واكتفوا بقراءة العنوان وقالوا إن نعمان يدعوا إلى فتح الحدود، وهذا غلط إذ أنني أتمنى في أغنيتي أن تفتح الحدود لكي يلتقي الحبيب بحبيبته، وخطاب الفن والأدب ليس هو خطاب السياسة، إذ عندما نقول مثلا غدا ستفتح الحدود، فنحن نقصد الغد القريب، والنوع الثاني يمكن أن يكون ذبابا إلكترونيا، او أنهم فئة ثالثة لا تحب نعمان لحلو مهما فعل”.
وعن سبب اختيار هذا التوقيت، قال لحلو “الأغنية منذ ثلاث سنوات وهي مكتوبة ولأزيد من عامين وهي في الأستوديو، وأجلناها مرات عديدة، ولكن عندما رأيت كمية الحقد التي بدأت تكبر بين الشعبين الجزائري والمغربي، ولا أعني هنا الأنظمة، خاصة بعد صدور الاتهام الأخرق والأحمق من النظام الجزائري على أن المغرب هو السبب في إشعال النار، قررت حينها أن أنزل الأغنية، لأن علاقة الشعوب أقوى من علاقة الأفكار”.
يشار إلى أن أغنية نعمان لحلو الأخيرة “جواهر غدا تفتح الحدود” والتي أثارت جدلا واسعا، صدرت في نفس اليوم الذي أعلن فيه المجلس الأعلى للأمن بالجزائر، في اجتماع استثنائي له، الأربعاء 18 غشت 2021، عن قرار الجزائر إعادة النظر في علاقتها مع المغرب، متهما إياها بتهم خطيرة، على خلفية حرائق غابات تيزي وزو بمنطقة القبايل والمناطق المجاورة.