اليمين القومي المغربي يصدر بيان بخصوص التصعيد الإسباني ضد المغرب

نص البلاغ :

اليمين القومي المغربي

بيان للرأي العام

شعب أمتنا المغربية العظيمة ، لقد تابعنا بإنشغال كبير الخطوات التصعيدية غير المسبوقة، التي قامت بها إسبانيا في مساس سافر بالمواقف السيادية للمملكة المغربية الشريفة، متجاوزة جميع الخطوط الحمراء لمبادئ حسن الجوار، حيث أنها تحاول إيجاد صيغة للسماح لزعيم المرتزقة الإنفصالية ، بمغادرة أراضيها دون إخضاعه للمتابعة القضائية التي تفرضها الأعراف الديمقراطية و مقتضيات القانون الدولي الجنائي، و ذلك بناء علي الدفوعات المرفوعة ضده لدى القضاء الإسباني من لدن الضحايا المغاربة، و الإسبان على حد سواء. كما تابعنا أيضا و ببالغ الإمتعاض تصريح وزيرة الدفاع الإسبانية، و ذلك بوصفها المملكة المغربية بالعدو الخارجي لاسبانيا، متهمة إياها بـ”الابتزاز”، ومحذرة إياها من “اللعب” مع الإسبان.

و إذ نجدد التأكيد على كامل ثقتنا في كون رد الفعل المغربي سوف يكون صارما،دقيقا ،مؤثرا وقاسيا وذلك بما يليق و مستوى الخطوات الإسبانية غير المحسوبة. فإننا نود الإشادة بسرعة تجاوب المؤسسات السيادية المغربية مع هذا التصعيد الممنهج، من قبل الجار الشمالي، سواء بشكل مباشر، من خلال تصريح معالي السيد وزير خارجية المملكة الشريفة، و الذي قال من خلاله بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس مضيفا ان زمن إزداوجية المواقف ،و اللغة في التعامل مع المغرب قد إنتهى. و من جهة أخرى فإن تداعيات تفكيك المغرب لشفرة عملية تهريب “بن بطوش” لم يشكل صفعة على وجه إسبانيا فحسب و إنما ايضا للجيش الجزائري الذي إكتشف قادته أنه مخترق من قبل المغرب، و لعل إقالة قائد الإستعلامات الخارجية و فتح تحقيق مع كبار القادة في الجيش الجزائري لهو أكبر دليل على قوة الضربة التي وجهتها المخابرات المغربية لإسبانيا و الجزائر معا َ سوف تكون له تداعيات خطيرة عليهما فهم يعلمون بأن المغرب الذي تمكن من كشف خيوط هذه العملية لابد و أن بجعبته العديد من المعطيات الإستخباراتبة التي لم يكشفها بعد. كما و نود التنويه بان هذا الرد، أولا يفضح التآمر الإسباني الصريح على المغرب، و يكشف القناع الحقيقي عن وجه الدولة الإسبانية أمام العالم، لتظهر بصورة “عصابة إجرامية” تقوم بتزورير الوثائق و تنظيم عمليات الهجرة السرية على أعلى المستويات، و التستر على المجرمين الفارين من العدالة، و هو ما يكسر الصورة الحقوقية، و أسطوانة المبادئ الإنسانية التي تتبجح بها إسبانيا و يكشف زيف ديموقراطيتها الصورية، بل و يكشف مدى إحتقار إسبانيا للشعب الإسباني لكون عدد كبير من ضحايا مجرم الحرب “إبراهيم غالي” هم أصلا مواطنون إسبان، كما أن توقيت، و شكل الرد المغربي يؤكد لإسبانيا بشكل واضح أن المغرب يعرف كل مايدور داخل كواليس صناعة القرار بداخلها، و بداخل مؤسساتها الحيوية، و بأن المغرب لا تفوته حتى أدق التفاصيل، و لعل تسريب “صورة جواز السفر المزور” تؤكد ذلك.
و عليه فإننا داخل اليمين القومي المغربي نكاد نجزم ان، إسبانيا الآن باتت متأكدة من أن المغرب يسبقها بخطوات عديدة، و أن في جعبته العديد من المفاجئات التي لن تعجب الساسة الإسبان، بل و ستكشف عورتهم للعالم كنظام إستبدادي لا يحتزم المعاهدات التاريخية، و لا يلقي وزنا للعلاقات الثناذية، و مبادئ حسن الجوار. و هو الشيئ الذي لا يهدد الحكومة الإسبانية بالسقوط فحسب، و إنما سوف يفوقها إلى إنعكاسات كارثية أبعد مما يمكن أن يتصوره، الساسة الإسبان.

فالمغرب الذي إنتزع إعترافا أمريكيا ثمينا بمغربية الصحراء إبان ولاية ترامب، بل و أيضا تمكن من الحصول على تأكيد أمريكي جديد لهذا النصر من قبل حكومة بايدن،فكل ذلك يفزع إسبانيا و يجعلها تدرك أن قوة، و جرأة اللهجة التي يستعملها المغرب في الترافع عن حقه لم تأتي من فراغ، و إنما من شيئ ما يطبخ داخل كواليس التموقعات الإستراتيجية الدولية، هذا هو الشيئ الذي تجهل إسبانيا مكامن ضرباته القادمة، لكنها متأكدة من أن المغرب سوف ينجح في كسر هيبتها، و إعادة تلقينها دروس و أبجديات حسن الجوار.

شعب أمتنا المغربية العظيمة، إننا اليوم ندخل مستوى آخر من هذا الصراع و مرحلة صعبة و الحرب النفسية أقوى و أخطر ، و الأكيد أن وصف وزيرة الدفاع الإسبانية للمغرب بالبلد العدو هو منزلق خطير يعبر عن إرتباك واضح عند الإسبان و ذلك لتباين تصريحاتهم ، و يعبر كذلك عن تعنث واضح من جيراننا الشماليين و تعويلهم الكبير على إرضاخ المغرب و ذلك بالدعم الأوروبي الواضح لهم ،إنه في الواقع تصريح أجج بشكل كبير غضب المغرب، و سيزيد من حدة نبرته. اليوم إسبانيا لا تستطيع قراءة مسار الأحداث، لأن المغرب لم يلعب أوراقه كاملة ، كما لم يلعبها الإسبان، و بلا شك في خضم الصراعات الدولية ، ليس هناك أي دولة تتحرك وحيدة دون مشاورات أو تحالفات، و بينما الإسبان داخل حليفهم الأوروبي على الخط ، لا زال حلفاء المغرب غير مرئيين .

اليوم نحن أمام مرحلة مفصلية ، مهما كانت خلفياتنا و مرجعياتنا ، يجب أن نقف جندا مجندين خلف القرارات السيادية المغربية و كلنا ثقة في المقاربة التي تنهجها الدبلوماسية المغربية لإنهاء الأزمة متفوقة و منتصرة لا منهزمة .

اليوم ، نحن نعلم و نعي حجم العدو الإسباني لكن ، يجب ألا نغفل عن عدو آخر وهم الألمان ، فألمانيا هي قلب الإتحاد الأوروبي و يوم وقفنا في وجههم ، وقفنا في وجه الأوروبيين قاطبة ، لهذا لا ترتبكو و استمروا بإرادة وعزم قويين ، و بخطى الجندي المنتصر.

لذلك فإن الشعب المغربي اليوم مطالب بالوقوف، إلى جانب الدولة وقفة رجل واحد و بقلب واحد، و مساندة قرارتها و دعمها كل من خلال موقعه، فجميع التوقعات و السيناريوهات المحتلة تشير إلى أن هناك طرفا كلاسيكيا يعمل على إستغلال هذه الظرفية، ألا و هو جارة السوء الشرقية التي تحاول إنتهاز إنشغاال المغرب بالتوتر الحاصل مع إسبانيا من خلال إستدراجه إلى مغامرة عسكرية، قد بدأت الميليشيات الإنفصالية فعليا في إشعال فتيل نيرانها. من خلال تصعيد عملياتها الإرهابية مستهدفة الحزام الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، كما وجب الذكر بأن هنالك مؤشرات قوية تؤكد هذه الفرضية، أولا من خلال السوابق التاريخية للجزائر في هذا الشأن، حيث أنه كلما قام المغرب بالدفاع عن قضاياه المصيرية، إلا و تقوم الجزائر بطعنه من الظهر،كما أن الزيارة العسكرية التي قام بها قائد الجيش الجزائري مؤخرا إلى الناحية الثانية بوهران، و تصريحه بأن الجزائر على أهبة الإستعداد للتدخل العسكري إذا ما دعت الضرورة ذلك، بسبب تربص الاعداء و التهديدات التي يعرفها المحيط الإقليمي. فإننا داخل اليمين القومي المغربي نعتبرها تهديدا مباشرا للمغرب.

و عليه فإننا نجدد التأكيد مرة أخرى، على أن الشعب المغربي في حاجة ماسة اليوم، إلى إستحضار روح الوحدة و التآزر و القيم الوطنية المعروفة عليه، ملتفين حول العرش العلوي المجيد، مباركين خطواته السديدة و مساندين لقرارته الحكيمة، تأكيدا منا على التشبث الدائم بعقد البيعة التي يحملها كل فرد منا في عنقه و على عاتقه، و وفاءا منا للعهد المتبادل الذي قطعه أسلافنا مع السلاطين العلويين الشرفاء الذين قادو أمتنا المغربية العريقة منذ قرون عديدة مضت. و إذ نشيد بالروح الوطنية العالية، و بحس الإنتماء العالي الذي أبان عنه الشعب المغربي قاطبة بشكل عام، و بالمجموعات و الصفحات المغربية على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل خاص، فإننا نهيب باعضاء اليمين القومي المغربي و بجميع الصفحات التابعة له، و كذى الرأي العام الوطني بعدم الإنسياق وراء أي نداء او حملة مجهولة المصدر للخروج إلى اشارع بشكل يتعارض مع مقتضيات الدستور و القانون المغربي في هذا الصدد، و كدى حرصا منا، أولا على الإمتثال التام للظوابط القانونية، و كذا من باب الإحتياط، حتى لا يتم الركوب على هذه الدعوات المجهولة المصدر من قبل الحركات و التيارات السياسية، و القوى الضلامية المتربصة بالوطن، و بسلامته و إستقراره.
المغرب قبل كل شيئ ولا غلب إلا الله

حرر في الرباط بتاريخ 21 ماي 2021

اليمين القومي المغربي