في ما يخص القدس و المسجد الأقصى ، دائما تجد صراعا بين المغاربة و الجزائريين في التعليقات و المنشورات حول من له الأحقية في إرث باب المغاربة ، هل هم الجزائريين أم المغاربة ، أسماء أزقة شوارع القدس كالشماعين و النجارين و القطانين و الصفارين لهي جواب صريح علة هذا السؤال فهي نفس ازقة فاس و مراكش و لكن مع ذلك سنغوص في التاريخ و الحقائق أكثر لكي نكشف لكن هل باب المغاربة إرث تاريخي للمغرب ام للجزائر.
منذ عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي و المغاربة لديهم علاقة مميزة مع القدس و المقدسيين ، وطوال 800 عام حافظنا على رابطة الدين و الدم ، رابطة دين باعتباره أحد ركائز إسلامنا الحنيف ورابطة دم علاقة بمغاربة سفكت دمائهم عند الفتح المبين الذي تشرفنا به إلى جانب صلاح الدين الأيوبي و علاقة أيضا بمن عاش بها و على أرضها أنجب أجيالا تعاقبت إلى اليوم ، و في ظل التقارب المغربي الأمريكي و إعادة العلاقات مع إسرائيل ، برزت أصوات من الجزائر و بعض المهرطقين تشتم وتسب المغرب وتعتبر باب المغاربة Moroccan Gate وحارة المغاربة تخص الجزائريين أكثر من المغرب و تاريخ المغاربة بالقدس وتحريرها يخص الجزائر أكثر من المغرب ، ما يجب ان يعلموه أن هنا عديد الدلائل و الحجج المزلزلة تثبت أحقيتنا دون سوانا في ذلك الباب و تلك الحارة وأيضا في حضارة القدس نفسها خصوصا أن في ذلك الوقت كانت دولة الموحدين هي الدولة الوحيدة في ذلك الوقت و السلطان يعقوب المنصور كان سلطانا مغربيا من العاصمة مراكش و السلام .
أولا : لو نتكلم عن الفتح المبين الذي حضي به السلطان صلاح الدين الأيوبي فلابد لنا أن نتكلم على السلطان يعقوب المنصور الموحدي الذي أمر جيوشه بالإلتحاق بجيوش صلاح الدين الأيوبي ليساعده في فتح القدس وعتقها من الصليبيين ، السلطان المغربي أصدر هذا الأمر من بلاط قصره بمراكش ، ليس من مدينة الجزائر وليس من مدينة تونس ولم يصدره من طرابلس بل أصدره من مراكش الحمراء فلماذا تقول الجزائر أنه جيشها ، أما بالنسبة للجيوش التي ركبت الأمواج صوب القدس فقد كان على رأسها القائم بأمر الله محمد العلمي ، محمد العلمي إبن مدينة فاس و الذي لازال قبره في القدس شاهدا عليه وعائلته التي تحرص القبر في المقدس شاهد أكبر على ذلك و هم يعتزون بأصولهم المغربية إلى الآن فماذا تملك الجزائر لتقول أن الباب والحارة حق يعود لها (تقرير يثبت ذلك في التعليقات)، وهذا يقودنا لأمر مثير جدا وهو جيش المغرب الجرار الذي إستقرو بالقدس من بعد الفتح ، صلاح الدين الأيوبي كان يحب ويحترم المغاربة بشكل كبير ، لدرجة أنه أعطاهم منطقة خاصة ليتخدوها مسكنا وطلب منهم أن يتخدو شخصا يحكم بينهم في أمورهم دون الرجوع لأحكام محاكم السلطان الأيوبي ، و اليوم بعد مئات السنين لازالت روابط الدم عميقة بين الفلسطينيين المغاربة في الأصل و المغرب ، فللآن مازال هناك 3000 مقدسي يحمل الجنسية المغربية وتدفع لهم المغرب أموالا وهبات شهرية وسنوية وعلى رأسهم عائلة محمد العلمي المقدسية الكبيرة والمشهورة في فلسطين و الأردن فهل للجزائر مقدسيون من أصل جزائري ؟؟.
الرائع أيضا من كل هذا أن عدد من قدمو في جيش المغاربة واستقرو في المقدس وتزوجو من نسائها وعاشو بين جدرانها كان ساعتها يقارب حوالي التلث من ساكنة القدس وهذا مايتبث أن 3000 مقدسي الذين يحملون الجنسية المغربية هم فقط جزء صغير جدا من المقدسيين دوي الأصول المغربية ومن بين 300 ألف مقدسي حاليا هناك حوالي 70 ألف مقدسي من أصول مغربية لكن دون أن يحوز أوراق الجنسية المغربية (تقرير في التعليق يتبث ذلك) فماذا تمتلك الجزائر لكي تحاول السطو وتحريف التاريخ ؟ ، ومن غير هذا ، جزء من عائلة العلمي الذين هاجرو للأردن مع الهجرات الفلسطينية نحو المملكة الهاشمية ، هم اليوم من أنجح ساكنة البلد فعائلة العلمي تملك البنك الاهلي الاردني وحصة في شركات البطاقات العالمية الاردنية الائتمانية Master Card .
جانب آخر هو أنه منذ عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي و المغرب يملك خمس أراضي القدس 20 % ، سكنها المغاربة ومثلت حارتهم وبابها سمي باب المغاربة وللآن مازالت هذه الأراضي في ملكية المغرب و تسمى أوقاف و يقوم بها قائم بالأوقاف مغربي و موظف في وزارة المغرب للأوقاف و الشؤون الإسلامية ولنا كل الإثبات بهذا الشأن حيث أن حكومة دولة إسرائيل صادقت أيضا على الأمر سنة 1955 . بينما للجزائر اليوم هناك مقام وحيد يرتبط بها الآن اسمه سيدي التلمساني نسبة لأحد حكام تلمسان سابقا لكن هو في ملكية المغرب ، سطرو على هذه الجملة هو في ملكية المغرب وهو مشمول مع الاوقاف والممتلكات المغربيه لأن تلمسان كانت أيضا مغربية في وقت بناء ذلك الوقف وهذا معروف للجميع .
يجب أن تعلمو أنه كما قلت لكم لليوم المغرب لديه متولي أوقاف وممتلكات بالقدس يحرصها وهو همزة الوصل بين المغرب و ممتلكاته وكإثبات آخر من تجول في شوارع القدس سيجد أسماء الأزقة مشابة لمدينة فاس ومراكش . من حي النجارين و الشماعين و الصفارين و القطانين وغيره كما ان المعمار مشابه لمدينة فاس ، فما علاقة بعض الدول بهذا ؟
يعني بما أن الجزائر لا تملك أي وقف في القدس و المغاربة للآن يملكون 20 % من الأراضي فمن أين لها خشونة الوجه لكي تدعي أن باب المغاربة وحارة المغاربة حق يعود لها ؟
جانب آخر لازال حتى اليوم في منطقة عين كارم بالقدس مثلا لو اردت ان تذهب الى بلدية القدس – اورشليم / ادارة الاملاك العقارية لتسجل عملية شراء ارض او عقار في تلك المنطقة لا تصدر لك البلدية “صك تمليك” او طابو بل صك انتفاع واشغال لا غير
لانهم كملكية ليست لهم بل للمغرب وهي حقوق واصول اقرت بها الدولة الاسرائيلية وغير قابلة للتصرف (المصدر وزارة الأوقاف و الحبوس المغربية/ رابط فالتعليقات)
كخلاصة ، الجزائر وعديد الدول الأخرى لا يملكون أي شيئ مما يملكه المغرب في القدس بشهادة الماضي و الحاضر ، وبشهادة التاريخ والموتى و الأحياء ومع ذلك يقولون أن ذلك الباب أو تلك الحارة هي ليست لنا ، فلكل هؤلاء أقول المغرب كان ولا يزال ولم ينشئ عبر تقطيع استعماري كما حصل مع عديد الدول وبينما المغرب سيظل وفيا للقدس رغم ربط العلاقات مع الإسرائيليين ، هناك من يحاول تحريف التاريخ لكي يركب الأمواج و يدغدغ العواطف ومن يسرق شيشناق من ليبيا و مصر قد يسرق أي شيئ .
بقلم محمد سليم