جريمة غير مسبوقة تلك التي استفاقت عليها سكان حي الرحمة بمدينة سلا، نهاية الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها 6 أشخاص من عائلة واحدة بعدما تم ذبحهم وإضرام النار في المنزل بغية تضليل الأبحاث، أو هكذا قيل بعد تضارب الروايات حول من يكون الفاعل؟
هذه الجريمة الشنعاء التي استنكرتها مختلف الأطياف والهيئات، واهتز لها الرأي العام الوطني وتناقلها الإعلام العربي، لم يتم فك خيوطها بعد والتوصل إلى مرتكبها أو مرتكبوها -في حالة ما إذا كان الأمر يتعلق بأكثر من شخص-، رغم مرور أكثر من 48 ساعة، الأمر الذي دفع بالعديد ليتساءلوا حول الأسباب التي لم تعجل في إلقاء القبض على المتورطين المفترضين، علما أن المغرب يتمتع بفرق أمنية تشتغل بأساليب وتكتيكات في غاية الدقة تمكنها من فك ألغاز جرائم كبرى واستباق وقوع أخرى حتى قبل تنفيذها.
ولعل تفكيك الخلايا “الجهادية” وإجهاض الهجمات الإرهابية قبل حدوثها دليل على اليقضة الأمنية بالمملكة، إضافة إلى عدد من جرائم القتل والعصابات وعلى رأسها جريمة “مقهى لاكريم” بمراكش التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، وتم إلقاء القبض على المتورطين في وقت قصير.
ما يزال الغموض يلف حول هذه الجريمة البشعة، في الوقت الذي لا تزال فيه المصالح الأمنية المختصة تجري تحرياتها بغية الكشف عن ملابسات الواقعة، لكن في ظل كل هذه المعطيات يبقى السؤال قائما لماذا لم يتم لحدود الآن العثور على الجاني المفترض وتقديمه إلى العدالة، خصوصا بعد شهادة إحدى قريبات الأسرة المذبوحة والتي فندت كل الروايات التي قالت إن الجاني هو ابن العائلة التي فارقت الحياة في غفلة منها؟