نشر رئيس مصلحة بمستعجلات مستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة، في تدوينة على صفحته الفيسبوكية، يروي فيها تفاصيل استقبال جثامين فاجعة غرق المعمل السري التي أودت لحد الآن بحياة 30 شخصاً.
وجاء في منشور الطبيب علي جبلي مايلي : “والله أنني حزين ومصدوم، عملنا في الطوارئ يعلمنا أن نتقبل الموت وكل شيء ولكن هاته المرة قد تفاعلت وصدمت، في العادة عندما تصلنا الإشارة بوقوع حادثة أوطارئ في ضحايا، كل أطر قسم المستعجلات تتأهب ويتم تهيئ كل شيء من أسرة ونقالات ويتم تأهب الأخصائيين. الكل يكون في أتم الاستعداد. وهذا ماوقع اليوم تلقينا الإشارة حوالي الساعة 11 صباحا بوجود إصابات نتيجة فيضان داخل معمل وهناك موتى”.
وتابع الطبيب في تدوينته : ” قلت مع نفسي سيكون ضحايا خفاف وربما يتعلق الأمر بحالات ابتلال وانخفاض درجة حرارة الضحايا. hypothermie .وعندما بدأت سيارات الإسعاف تصل وجدنا أن الضحايا عبارة عن جتث. الأولى الثانية الثالثة قلت يمكن أنهم أعطوا الأولية لهؤولاء. ولكن بدأت أرى توافد جتة تلو الأخرى. مند 16 عام مستعجلات لم اعش هاته اللحظة. نحن دورنا أن ننقد ونتدخل ونقوم باسعاف الجرحى. ولكن هاته المرة قمت بدور طبيب الذي يلاحظ الوفاة ويأكدها ويملأ ورقة arrivée décédé “.
وأضاف : “نعم دور عجز ودور ترى فيه الموت تحيطك. حيت قمنا بعزلهم في مكان وإعطاء أرقام لهم لأنهم كانوا بدون هوية. كلهم شباب النساء أكتر من الذكور. وقلت مع نفسي أنهم كلهم كانت لهم أحلام وأماني ويذهبون للعمل من أجل لقمة العيش. القدر ومشيئة الله كانت أقوى. إنه ابتلاء وعلامة أنظار للكل. يجب أن يكون وطننا دولة قانون ودولة تطبيق القوانين. احترام مدونة الشغل وكذلك شروط السلامة في العمل. كفى من التسيب وكفى من الاستهزاء بقوانين السلامة والصحة في العمل”.
و تسائل الطبيب علي جبلي باستنكار : “كيف لمكان عمل أن يكون له منفد واحد وبدون issue de secours؟ كذلك حان الوقت لأن يكون هناك تدريب المدربين للكوارث والتدخل السريع والقيام بمحاكات. والتنسيق الاستباقي. وتفعيل طب الكوارث وتجهيز الوقاية المدنية بالوسائل وتدريب الأطر. مازالت وجوه الضحايا بين اعيني. أن تغرق في العمل لاتتصور. من يغرق في البحر أو النهر. ولكن غرقى في عمل لااستوعب”.