المغرب/ لما يطغى خطاب الإهمال والتهميش على قرى الأطلس المتوسط المنسي

مصدر مطلع لصحافة بلادي:

خلال كل موسم انتخابي يتحول فيه خطاب التغيير إلى وسيلة لكسب الرهان والذي تصبح عبارات إيجاد الحلول هي القوى الفاعلة فيه وبدوره يتسم المشهد الإنتخابي في الأطلس المتوسط بالقبلية اي انتخابات قبلية او احزاب قبلية “ميس ننتمازيرت”.

يسبق كل مشهد إنتخابي خطاب شعاره فك العزلة وبناء المدارس والمستوصفات والقناطر وفك العزلة وحفر الآبار والكهربة القروية لكن سرعان ما يتضح مغزاها بوصول المترشح إلى مركز القرار فيغير جلدته ويتنكر للجميع لتتبخر الوعود وتتحول إلى سراب ليتاكد أن القرى والبوادي خزان انتخابي وتتستغل ماسيها إلى ورقة مربحة خلال كل حملة إنتخابية وأن الساكنة وجدوا لفقط للتصويت فلا ترى طيلة كل ولاية إنتخابية بعض الإصلاحات الترقيعية المخجلة ولتعود القرى والبوادي بشكل عام للعيش في نفس الماسي ونفس الظروف الكارثية ونفس المشهد أو يتطور الأمر في الغالب إلى ما هو أكثر كان شيئا لم يكن وتعود الأمور إلى نقطة الصفر وتدور عجلة التنمية في حلقة مفرغة ويتجلى ان الانتخابات لم تاتي باي حل جدري سوى ضياع للوقت ولم يبقى اي اثر المخططات التنموية التي كانت عنوانا للبرامج الانتخابية ولم تعد تفيد في شيء لتبقى الهشاشة الموسومة بالغش مما يزيد في تعميق الجروح لتبقى القرى يتيمة وعنوانا للهامش وحقلا التجارب المنتخبين والمسؤولين.

كلما ربطنا الحديث بالعالم القروي بالأطلس المتوسط إلا ويتبادر إلى أدهاننا أنه عنوان لبرامج تنموية معطوبة وفاشلة ونخص بالذكر القرى التابعة للجماعة الترابية الحمام بمن فيها قرية الحمام البيرو التي كانت في وقت بعيد قرية نمودجية تتميز بمواصفات حضارية ومرافق إدارية وقيادة ومركز قضائي لتتحول إلى قرية اشباح هاجرها شبابها للبحث عن لقمة عيش في مدن الشمال و الجنوب كما هو الشأن القرى التابعة للجماعة الترابية لام الربيع والتي خباها الله بمناظر خلابة كعيون ام الربيع وضاية ويوان رغم ما تزخر به القرى السالفة الذكر، من ثروات طبيعية وباطنية فلا زالت المسالك تئن من الاهمال وتحولت إلى مستنقعات وحفر وبقيت غالبيتها بدون مسالك ومساكن بدون كهرباء وظلام دامس خيم عليها من كل الجوانب يتحول السكان إلى رهائن خلال موسم التساقطات المطرية والثلجية امام انخفاض مهول لدرجة الحرارة في منازل سقوفها الأغطية البلاستيكية والقصدير والاعمدة الخشبية بعد ان وجد الساكنة انفسهم امام قوانين تعميرية وصفت بالتعجيزية لا تتواجد حتى في الولايات المتحدة الأمريكية … وثائق لا حصر لها تحتاج الى مبالغ مالية مكلفة فرخصة البناء اصعب وثيقة يمكن الحصول عليها لكن خلال المواسم الانتخابية تبقى هده المعاناة ورقة ضغط لكسب الاصوات….التصويت مقابل السماح بالبناء والتصويت مقابل الكهرباء …

إن القرى التابعة للجماعتين الترابيتين الحمام وام الربيع تعد عالما يعاني مختلف أشكال المعاناة تحول قاطنيها إلى ضحايا الوهم من طرف المتعاقبين على تسيير الشأن العام المحلي بها أنها معاناة لا يشعر بها إلا من زارها ليكتشف نوعا آخر من المغرب المنسي رغم موقعها الجغرافي في قلب الأطلس النابض لتدخل عالم النسيان لا مدارس في المستوى ومستوصفين لم يبقى فيهما سوى الإسم ودخلا في عالم العدمية، وكلما اقتربت من أحد الساكنة إلا ويكون خطاب السخط والغضب وعبارات التدمر حال لسانه بسبب حجم المعاناة وتوكيل الله في المنتخبين الدين اوصلوا الأمور إلى اسوء الاحوال وكل يحكي مرارة العيش والإهمال بطريقته الخاصة حيث تصل الأمور في غالبية الأحيان إلى القيام بوفقات احتجاجية ومسيرات على الاقدام بسبب ما آل إليه الوضع، وتبقى القرى التابعة للجماعتين الترابيتين الحمام وأم الربيع نمودجا للعالم القروي بالأطلس المتوسط المنسي حيث مظاهر البؤس والتهميش والإقصاء وتوالي الازمات بدون أي حلول تدكر وتكريس للانتظارية بما قد ياتي أو لا يأتي فالمغرب الدي تتحدث عنه وسائل الإعلام شيء والمغرب الذي تعيش فيه قرى الأطلس المتوسط شيء اخر.