اهتم العديد من الباحثين بتحليل الوضعية الوبائية بالمملكة والوقوف عند أعطاب إدارة المعركة، إذ ورد أن صحة المملكة تخوض مباراة كورونا منقوصة العدد وعلى أرضية سيئة، تعكسها وضعية المستشفيات المهترئة وضعف التجهيزات الطبية، وتفاقمها حالة الإعياء الشديد للعاملين في القطاع الصحي الذين يشتغلون لأول مرة دون استصدار وقت راحة، فضلا عن ارتفاع معدل الإصابات في صفوفهم.
قال بروفيسور الإنعاش أحمد غسان الأديب، في حوار مع إحدى المنابر الإعلامية، “إن الوقاية والتشخيص والعلاج والحكامة أربع عجلات تقودنا إلى الكارثة الوبائية، وأن الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة يوميا ترتبط بعدد التحاليل المنجزة ولا تعكس حقيقة الوضعية الوبائية، خصوصا أن عدد من المرضى أصبحوا يتجنبون إجراء التحاليل لاعتبارات عديدة ومتداخلة، فضلا عن أن 30 بالمائة من التحاليل تأتي نتائجها سلبية رغم أن المرض موجود”.
وأفاد البروفيسور، أن هناك عدد من الجهات والمدن تعاني من صعوبة التوصل بالبروتوكول العلاجي كاملا مع شح في الأدوية الخاصة بعلاج مرض كوفيد 19، وأنه يجب فتح المجال أمام القطاع الخاص لتسليم الوصفة الطبية لمرضى فيروس كورونا، لتخفيف الضغط على المستشفيات الممتلئة عن آخرها؛ ويمكن للمريض في هذه الحالة أخذ الدواء من الصيدليات مع إجبارها على تسجيل البيانات الشخصية لكل المرضى وتسليمها للسلطات المختصة، وأضاف: “إذا أجرى المريض سكانير وظهرت عليه أعراض الإصابة بالمرض فلماذا ننتظر إجراءه التحاليل؟ يجب إدخاله مباشرة في مسار كوفيد 19 للتقليل من الوفيات”.
من جانب آخر، قال محمد زيزي، الطبيب المختص في جراحة المسالك البولية والكلي بالرشيدية، إن وزارة الصحة نفسها بحاجة إلى وصفة دوائية، مبرزا أن “تحاليل مواطنين فسدت ونتائج ظهرت بعد أن توفي أصحابها وأكثر من ألف تحليلة تنتظر بالرشيدية”.
وأردف الدكتور، أن المصابين الذين يتابعون علاجهم بالمنزل لا يمكن متابعتها، سواء من حيث ولوجها إلى العلاج أو مدى احترامها تدابير العزل الصحي لتجنب نقل العدوى، مبرزا: “في الرشيدية فقط هناك أكثر من 600 مريض تستحيل مراقبتهم، ونحن نعتمد على وعي المواطن باللجوء للحجر الصحي طواعية”.