الولايات المتحدة الأمريكية تغير خارطة حلفائها في ليبيا

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، تتجه لتغيير خاريطة حلفائها في ليبيا، فبعد سنوات من دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المنقلب على الشرعية الديمقراطية في ليبيا، عرفت الفترة الأخيرة الكثير من التطورات التي توحي بانقلاب في موقف واشنطن.

وكانت أمريكا، قد انتقدت بشكل صريح، وربما هي المرة الأولى، قيام الإمارات ومصر بتزويد ميليشيات حتر بالأسلحة، ملوحة بفرض عزلة وعقوبات على كل من يعمل على تقويض الاقتصاد الليبي ويتشبث بالتصعيد العسكري.

وأُجبرت واشنطن على الاهتمام بقوة بالملف الليبي، بعد دخول شركة الأمن الخاصة الروسية “فاغنر” السنة الماضية للمعترك، الأمر الذي فرض على البيت الأبيض مضاعفة اهتمامه بما يقع في شمال إفريقيا.

وسبق لمساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر، أن وجه انتقادات لاذعة للدور الأوروبية، التي قررت حظر توريد السلاح إلى ليبيا، ولكن تطبقها على تركيا الداعمة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، فقط.

تصريح شينكر، اعتبر العديد من المراقبين، محاولة من أمريكا لضبط بوصلة حلفائها، وتغيير خريطتهم، في الملف الليبي، والتركيز بشكل أكبر على قضية حظر توريد الأسلحة، القرار الذي اتخذه مجلس الأمن في وقت سابق.

كما كانت أمريكا، عبر سفارتها في طرابلس، قد وجهت خطابا شديدة اللهجة، للانقلابي حفتر والدول الداعمة له، بعد أن قالت “إنّ غارات مرتزقة فاغنر على مرافق المؤسسة الوطنية للنفط، وكذلك الرسائل المتضاربة المصاغة في عواصم أجنبية، والتي نقلتها ما تسمّى بالقوات المسلحة العربية الليبية (مليشيات حفتر) في 11 يوليو، أضرّت بجميع الليبيين”.

وهددت واشنطن بتسليط العزلة والعقوبات على كل الساعين لتقويض الاقتصاد الليبي، في إشارة صريحة لميليشيات حفتر ومن يدعمهم، وهو ما حصل فعلا، بعدها بساعات، حين أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن فرض عقوبات على رجل الأعمال الروسي بريغوجين، الذي يرجح أنه داعم مرتزقة فاغنر.

وتعمل الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، على فضح كافة تحركات شركة الأمن الخاصة الروسية، “فاغنر” الموالية لحفتر، من خلال إصدار بيانات عن طريق القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، توضح ما يقوم به المرتزقة الروس، من زرع لألغام أو تلق للدعم.

يشار إلى أن الوضع في ليبيا، يتجه إلى تصعيد عسكري، بعد تحرك القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعرف بها دوليا، صوب سرت، استعدادا لاسترداد المدينة والموانئ النفطية المحيطة بها من أتباع الانقلابي خليفة حفتر، في وقت تهدد مصر بالتدخل عسكريا في ليبيا، حال تجاوزت القوات الموالية لطرابلس خط سرت والجفرة.