منذ العام 2017 ،تعيش العلاقات المغربية الإماراتية فتورا غير مسبوق تعكسه مؤشرات عديدة، من بينها انسحاب المغرب من الحرب في اليمن والتزام المغرب للحياد اإليجابي في ما يتعلق بالأزمة ما بين قطر وباقي الأطراف الخليجية، والموقف المتباين بين البلدين من الإسلام السياسي.
غير أن من بين أبرز الخلافات التي ثارت في الشهور الأخيرة محاولة أبوظبي عرقلة اتفاق الصخيرات، حيث تعمل الإمارات من خلال دعم خليفة حفتر على الإجهاز على مخرجات الاتفاق وقيادة الثورة المضادة، وهو الأمر الذي أجج حجم الخلاف بين الرباط وأبوظبي، خاصة أن المغرب بحكم قربه الجغرافي ودوره الجيوسياسي وانخراطه المبكر في جهود الوساطة في الملف الليبي لم يغير مقاربته الداعية إلى الحل السياسي القائم على الحوار بين الليبيين دون تأجيج الصراع عبر التدخلات الخارجية، لذلك أصبحت الرباط تتوجس بشكل أكبر من تدخل الإمارات في المنطقة المغاربية، ليس في ليبيا فقط ولكن في الشأن الداخلي المغربي كذلك.
فالمغرب يخشى أن يحكم ليبيا خليفة حفتر المدعوم إماراتيا، إذ ليس من المستبعد أن يكون اللواء المتقاعد شبيها بالراحل امعمر القذافي، ومتقلب المزاج، وبالتالي يمكن لسياسته أن تشكل تهديدا جديدا لسيادة المغرب ووحدته الترابية، ولهذا السبب يمكن أن نفهم رغبة المغرب في التحرك في جميع الاتجاهات لمنع وصول حفتر إلى السلطة، فمن بين ما قام به هو التضحية بعلاقاته مع الإمارات العربية المتحدة، التي كانت توصف إلى عهد قريب
بالعلاقات المتميزة، قبل أن تدخل اليوم النفق المظلم، وتتأرجح بين البرود أحيانا والبرود الشديد في أحايين أخرى.
المصدر : الأيام