يبدوا أن جاثوم النظام العسكري في الجزائر، قد قرر تصدير أزمته الداخلية، عبر إفتعال أزمة ديبلوماسية مع المغرب، و ذلك من خلال فبركة الفيديو الذي تم تداوله بشكل كبير، و الذي ينسب تصريحا عدائيا كاذبا للقنصل المغربي نحو الجزائر.
هذا الفيديو الذي لن يمر مرور الكرام بالنسبة للجانبين، فالجزائر قررت إقحام المغرب في أتون صراعاتها الداخلية، ذلك أن الدولة تقف على شفير الهاوية نظرا للتراكمات الإقتصادية و الإجتماعية، التي باتت تعصف بالبلاد، و تدفع بها يوما بعد يوم إلى المجهول، بعد إقتناع الشعب أن العقم الفكري للنظام الحالي لايمكنه بأي حال من الأحوال أن يقدم حلولا مبتكرة لإخراج الدولة من وضعية الفقر و الفساد، كما أن النظام الحالي لا يعتبر التخلي عن الحكم خيارا واردا، ليبقى الحل الوحيد بالنسبة إليه هو الهروب إلى الأمام عبر تصدير أزمته الداخلية نحو المغرب، و هو ما دأبت الحكومات المتعاقبة على فعله كلما إشتد الخناق الشعبي عليها.
لكن بالنسبة للمغرب، لن يمر هذا الحذث مرور الكرام و من المتوقع أن تخرج الديبلوماسية المغربية برد صريح يفضح مخططات الجزائر و ينزع القناع عن الوجه الحقيقي لنظام عسكري إتخد من المغرب شماعة يعلق عليها إنتكاساته و جرائمه طيلة ستة عقود من الزمن.
إسماعيل واحي.