يحتفل الشعب المغربي هدا اليوم الخميس 14ماي ، بحلول الذكرى الـ 64 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، والتي تشكل مناسبة لاستحضار الإنجازات الكبرى والتضحيات الجسام والتي تبذلها هذه المؤسسة العسكرية خدمة للمصالح العليا للبلاد.
فمنذ إحداثها بتاريخ 14 ماي 1956، وهي تسهر على الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتعزيز التضامن الوطني والدولي، والحفاظ على السلم عبر العالم.
فمع فجر استقلال البلاد حرص جلالة المغفور له محمد الخامس على تمكين المملكة المغربية من جيش عصري ومهني دو تكوين علمي عالي وهي المهمة التي استكملها بنجاح وارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي عمل على إحكام تنظيم القوات المسلحة الملكية وتعزيز تسلحها وتجهيزاتها.
كما سهر وارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على تطوير المؤسسة العسكرية وتحديثها بأحدث العتاد العسكري العالمي مع تنمية مواردها البشرية وقدرتها على التدخل، وذلك قصد جعلها ترقى إلى مستوى الجيوش الأكثر تطورا في العالم.
وتشكل القوات المسلحة الملكية اليوم، فخرا للمغرب لما أصبحت عليه مثالا يحتدى بها أمام المحافل الدولية بتدخلاتها في عدة بقاع من العالم من أجل استثبات الأمن والسلم العالميين كما تشكل حلقة جوهرية في الوحدة الوطنية، وسفيرا مثاليا لممثل المملكة الأصيلة أينما نادى الواجب أفرادها.
وفي كل مناسبة كان الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية يدعو إلى التذكير برمزية ودلالة هده الذكرى التاريخية الوطنية، والتي تجعلنا نستحضر من خلاله كل سنة بإجلال وإكبار، ذكرى صاحبي الجلالة الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، اللذين كان لهما الفضل في مكرمة وضع اللبنة الأولى والأساس المتين للجيش المغربي عقب إحراز الاستقلال، ومواصلة مسيرة بناء وتطوير قدراته، ليكون الدرع الواقي والحصن المنيع من أجل الدفاع عن حوزة الوطن وحمى مقدساته”.
كما يشدد ملك المغرب على ضرورة مواكبة قواتنا المسلحة لمتطلبات العصر والمستجدات العلمية والعسكرية في مجالات الأمن والدفاع ومداركهما، كما يحرص على تسخير كل الإمكانات اللازمة والموارد المادية والبشرية الضرورية للرفع من مستوى التجهيزات العسكرية وتطوير كفاءاتهم وقدراتهم المعرفية، وفق رؤية مندمجة ومتكاملة في بلورة خططها وغاياتها، حفاظا لجيشنا على وتيرة متنامية تدعم طاقاته البشرية وتضمن تحديث بنياته التحتية وتجهيزها بالمعدات والخدمات التقنية المطلوبة”.
وفي ذات السياق يمكن ذكر الأعمال المشهودة التي توج بها دفاع القوات المسلحة الملكية عن الوحدة الترابيةمنها: المساهمة في تأطير المشاركين ضمن المسيرة الخضراء المظفرة، وبناء الجدار الأمني قصد ضمان أمن وطمأنينة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، بالإضافة إلى تدخل القوات المسلحة للمساهمة في عمليات أممية لحفظ السلام والأمن.
كما يؤكد الملك كل مرة على انخراط المغرب منذ نشأة قواتنا المسلحة الملكية في الجهود الأممية لتحقيق الاستقرار ونبذ العنف والتشجيع على زرع قيم التعايش السلمي بين الشعوب، خصوصا في إفريقيا، وهو المفهوم الذي يجعلنا كشعب متشبت بهذه القيم التي لازالت تحمل مشعلها كل من تجريداتنا العسكرية المنخرطة في عمليات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى”.
ومن جانب آخر، لا يمكن إنكار التضحيات الجسام المقدمة من طرف القبعات الزرق المغاربة في إطار جهود الأمم المتحدة، لاسيما أعمالها الشجاعة ضمن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار بجمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا).
هذا وقد تم إرسال مجموعة من الوحدات العسكرية إلى أجزاء مختلفة من العالم للمشاركة، على الخصوص، في يوليوز 1960 ضمن القوة الأممية الاستطلاعية التي كانت تروم ضمان السلام في الزايير (جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية)، والتي كانت آنذاك مسرحا لحرب أهلية، ثم بعد ذلك في 1977 و 1978 في هذا البلد حيث كانت الحكومة في ذلك الوقت في قبضة تمرد بمقاطعة شابا الجنوبية.
بالإضافة إلى ذلك، قام المغرب في إطار الأمم المتحدة بنشر وحدات في البوسنة والهرسك (1996) وكوسوفو (1999)، قبل المشاركة في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي (مينوستا) المكلفة باستعادة الشرعية في هذا البلد.
هذه هي القوات المسلحة الملكية المغربية مفخرة المغرب في المحافل الدولية والتي تتصف بالمهنية الجليلة والتفاني الذي لا نظير له لقوات حفظ السلام المغربية في إطار بعثات الأمم المتحدة في الخارج، لاسيما في إفريقيا، والتي حظيت بإشادات من قبل السلطات العليا للمنظمة الأممية، لاسيما مساعد الأمين العام في عمليات حفظ السلام والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لكوت ديفوار ورئيس عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام بهذا البلد.
فهنيئا لنا بأعظم جيش في الإنظباط والتفاني في العمل وحب الوطن ومقدساته العليا تحت شعار الله الوطن الملك
مكتب آسفي:عبد الرزاق كارون .