الأمير مولاي الحسن ابن العاهل المغربي الملك محمد السادس وولي عهده. إنه أصغر ولي عهد في العالم.
ولد يوم 8ماي 2003، وكان اول ظهور له وهو بين ذراعي والده الملك وهو يلتقط برفقته صورًا تذكارية مع المنتخب المغربي لكرة القدم بعد عودته بلقب وصيف بطل كأس افريقيا للأمم. تلا ذلك حضوره اللافت إبان الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال المغرب في 18 نونبر 2006، إذ كان مفعما بالحيوية إلى جانب والدته الاميرة للا سلمى، ومشاركته إلى جانب والده في عام 2008 في مراسم استقبال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا.في 8 ماي 2003، زفت وزارة القصور الملكية والأوسمة في المغرب بشرى ولادة ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد تعبيرًا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ المملكة المغربية، هما السلطان مولاي الحسن الأول وجده الملك الراحل الحسن الثاني.شباب يحكمون وشاءت الأقدار أن يحمل ملوك وسلاطين المغرب اسم الحسن، وهم أبناء لملوك وسلاطين حملوا اسم محمد. فالحسن الأول هو ابن السلطان محمد الرابع، والحسن الثاني هو ابن السلطان محمد الخامس، والحسن الثالث – ولي العهد الحالي – هو ابن الملك محمد السادس.
وتبرز ذكرى ميلاد ولي العهد في المملكة المغربية على مناسبة رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية التي تطبع تاريخ الدولة العلوية، التي حافظ ملوكها أكثر من ثلاثة قرون على القيم والمبادئ التي أُسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، المجسدة في شعار المملكة “الله الوطن الملك”.فتواصل ظهور ولي العهد مولاي الحسن في كثير من المناسبات، من بينها يوم 13 أبريل 2005، الذي انطلقت فيه احتفالات ختان الأمير في فاس وتوجت بالزيارة التي قام بها العاهل المغربي محفوفًا بولي عهده بعد صلاة العشاء لضريح المولى إدريس الأزهر وفقًا للتقاليد المغربية الأصيلة، قبل أن يخضع الامير الصغير في اليوم التالي لعملية ختان جرت في عيادة القصر الملكي في مدينة فاس في جو عائلي. ونظم بالمناسبة حفل تقديم “الهدية” في ساحة باب النحاس بالقصر الملكي في فاس.
في 25 أكتوبر 2008، زار الامير مولاي الحسن ملتقى الفرس في دورته الأولى بمدينة الجديدة، وقام خلال هذه الزيارة بالطواف مع رفاقه بالمدرسة الأميرية في بعض فضاءات وأروقة الملتقى، ومنها على الخصوص فضاء منتجات الصناعة التقليدية الخاصة بالفرس وفضاء قرية المربين. كما زار فضاء الاستكشافات الذي يوظف التقنيات والوسائل المسموعة والمرئية. وتابع المغاربة عبر التلفزيون آنذاك كيف تابع ولي عهدهم بانبهار مسابقة في القفز على الحواجز خاصة بفئة الصغار، وعروضًا فنية واستعراضية في فضاء العروض والمسابقات.
هذا وشكل تاريخ 9 أكتوبر 2008 يومًا أساسًيا في حياة أمير القصر العلوي وخطوة أولى في حياته لتكوين “ملك المستقبل”، اذ ترأس والده الملك محمد السادس، إلى جانبه زوجته الأميرة للا سلمى وشقيقته الأميرة للا خديجة، في المدرسة المولوية “الأميرية” في القصر الملكي في الرباط، الدخول المدرسي الأول لولي العهد الأمير مولاي الحسن.
فتربية ولي العهد مرتبطة بضمان استمرار العائلة العلوية، التي حكمت المغرب منذ عام 1664 ميلادية، وبالتالي فإن الأمير مولاي الحسن وزملاءه يتلقون في المدرسة المولوية (الأميرية) تعليما يزاوج بين التقاليد والأصالة والإسلام من جهة، والانفتاح على الثقافات الأجنبية واللغات والآداب العالمية والعلوم الدقيقة من جهة أخرى. اذ يشرف ملك المغرب شخصيًا، وبشكل مباشر، على البرنامج الدراسي لولي العهد ورفاقه داخل المدرسة المولوية.
وفي يوم 14 يونيو 2009، كانت المرة الأولى التي يسمع فيها المغاربة الأمير الصغير يلقي خطابًا بين يدي والده الملك، خلال حفل نهاية السنة الدراسية بالمدرسة الأميرية بالقصر الملكي في العاصمة الرباط. بيد أن حفل نهاية السنة الدراسية 2011-2012 كان مناسبة ليظهر الامير أن لديه مهارات فنية متميزة، حينما قدم ورفاقه في الدراسة أغاني وعروضا فنية باللغة الإسبانية بعنوان “رحلة إلى اسبانيا” تناولت ثقافة وتقاليد هذا البلد، كما قدموا عرضًا مسرحيًا باللغة العربية بعنوان “عائد شهير”، وعرض “حديقة الكلمات” باللغة الفرنسية.
في ختام الحفل، أعطى ملك المغرب جائزة الامتياز وجائزة المدرسة المولوية لولي العهد، وبين يوم 18 فبراير 2010 و18 أكتوبر 2015، شارك الأمير مولاي الحسن رغم حداثة سنه في مجموعة من الانشطة الثقافيًة والدينيًة والرياضيًة والاجتماعيًة والبيئيًة والتنمويًة إلى جانب مرافقته والده الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية لتونس في نهاية ماي 2015، وحصوله من الرئيس التونسي آنذاك المنصف المرزوقي الحمالة الكبرى الخاصة بالجمهورية، أول وسام يحصل عليه الامير الصغير.الشبيه بجده الحسن الثاني قدس الله روحه وأنه يتمتع بشخصية قوية. يقول الملك محمد السادس عنه: “لا أرغب في أن تكون شخصيته مطابقة لشخصيتي، لكن أن تكون له شخصيته الخاصة”.
ويعرف عن ولي العهد الأمير مولاي الحسن ولعه وحبه الكبير للألعاب الإلكترونية والحيوانات المفترسة كالأسود والنمور، إضافة إلى كونه يحب الأسماك ومشاهدتها تسبح في الأحواض، أو في بحيرات قصر دار السلام.
مكتب آسفي :عبد الرزاق كارون