المخابرات المغربية توجه ضربة قوية للبوليساريو و تنجح في إعتقال شقيق وزير داخلية الكيان الإنفصالي

الجيش الموريتاني في ندوة صحفية حول تفاصيل العملية العسكرية التي نفذها يوم الإثنين ضد مسلحي البوليساريو،
كشف النقاب عن مجموعة من المعطيات المهمة  التي تؤكد قوة الأجهزة الإستخباراتية المغربية و دورها الفاعل في محاربة الإرهاب كما تؤكد مدى النضج الكبير الذي بلغ إليه التنسيق الأمني بين الرباط و نواكشط، فقد أكد الناطق بإسم الجيش الموريتاني أن هذه العملية العسكرية جائت بعد تلقي معلومات إستخباراتية دقيقة، و بالرغم من أن المتحدث لم يحدد مصدر هذه المعلومات إلا أن طبيعة هذه المعلومات الإستخباراتية تؤكد في ما لا يدع مجالا للشك أنها صادرة عن المغرب. فبعد توصلها بالمعطيات الدقيقة حول هذه العملية و نوع الحمولة و منطقة الإنطلاق و مكان التسليم، عملت المخابرات العسكرية المغربية على تتبع تحركات المسلحين إلى أن تم رصد سياراتهم الرباعية الدفع و هي قادمة من التراب الجزائري لتتسلل عبر المنطقة المغربية العازلة شرق الجدار الدفاعي المشمولة بإتفاق و قف إطلاق النار و ذلك على مستوى قطاع تفاريتي و حسب  نفس المعلومات الإستخباراتية فإن هذه السيارات كانت متجهة  نحو دولة مالي لتسلم حمولتها لإحدى الجماعات الإرهابية و أن زعيم هذه العصابة المسلحة هو وزير داخلية البوليساريو و أن شقيقه هو المشرف الفعلي على هذه العملية. وبعد تبليغ المخابرات المغربية لنظيرتها الموريتانية بهذه المعلومات تدخل سلاح الجو الموريتاني على مستوى النقطة أ شرق الجدار الدفاعي و قام  بقصف هذه السيارات فيما عملت وحدات من الجيش على التصدي لباقي الأفراد و محاصرتهم حيث تم إعتقال سبعة من المسلحين بينهم شقيق وزير داخلية البوليساريو فيما قتل في العملية خمسة أفراد من مسلحي الميليشيات الإنفصالية و فر ثلاتة منهم نحو مالي، و قد حجز الجيش الموريتاني في هذه العملية على 2800 كلغرام من المخدرات و أسلحة رشاشة و كمية كبيرة من الذخيرة،
لم تنتهي العملية عند هذه المرحلة فقد قامت المخابرات المغربية بتحديد مكان تواجد العناصر الفارة و كشفت أيضا أنهم  طلبو الدعم من جماعة إرهابية و أن مسلحي هذه الجماعة في طريقهم لينفذو عملية الإخلاء نحو التراب المالي، و بعد إمدادها للجيش الموريتاني بالمعلومات تحركت وحدات تابعة له لتحاصر النقطة س و هي منطقة الإلتقاء بين مسلحي البوليساريو و العناصر الإرهابية و بعد نصب كمين محكم نجح الجيش الموريتاني في الإطاحة بجميع العناصر حيث وجد بحوزتها أسلحة رشاشة و وسائل إتصال لاسلكية.
و إن دلت هذه العملية على شيئ فإنها تدل على حنكة الأجهزة الإستخباراتية المغربية التي أصبحت قوة ضاربة في المنطقة كما أن هذه العملية النوعية كشفت عن عمق التنسيق و التعاون الأمني بين المغرب و موريتانيا و الذي يعكس الموقف الموريتاني الحقيقي من قضية الصحراء بعيدا عن البروباغاندا الإعلامية التي يروج لها البوليساريو و وكيلتها الجزائر، و من جهة أخرى فقد أتت هذه العملية لتعري على مدى تورط البوليساريو و النظام الجزائري في جرائم الإتجار بالمخدرات و السلاح و دعم المنظمات الإرهابية في منطقة الساحل و الصحراء.

بقلم : إسماعيل واحي