أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أن بلاده تقترب من تجاوز المرحلة الأسوأ من أزمة تفشي فيروس كورونا، بالتزامن مع موافقة البرلمان الإسباني على تمديد حالة الطوارئ الوطنية لمدة 15 يوما.
وفي كلمة لأعضاء البرلمان في العاصمة مدريد، قال سانشيز : “بدأنا السيطرة على الحريق”، مضيفاً أن إسبانيا ستحقق “انتصاراً كلياً” على الوباء.
وسجلت إسبانيا أكبر حصيلة إصابات مؤكدة في أوروبا، بلغت 153222 إصابة، في حين بلغ العدد الإجمالي للوفيات 15447 وفاة، حتى الآن.
ويعد سانشيز آخر زعيم أوروبي يرجِّح جنوح الوضع الراهن إلى الاستقرار.
وجاءت تعليقات رئيس الوزراء قبيل إعلان موافقة وزراء مالية الاتحاد الأوروبي على تقديم حزمة إنقاذ، قيمتها 500 مليار يورو (ما يعادل 438 مليار جنيه إسترليني، 546 مليار دولار)، للدول الأوروبية المتضررة بشدة من تفشي جائحة فيروس كورونا.
وأعلن رئيس وزراء مالية مجموعة اليورو، ماريو سينتينو، الاتفاق، الذي أبرم في أعقاب مناقشات ماراثونية، في بروكسل، بدأت الثلاثاء الماضي.
وقال وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، إن الاتفاق يمثل أهم خطة اقتصادية في تاريخ الاتحاد الأوروبي.
مصدر الصورةMALTESE FINANCE MINISTER
Image caption
أصبحت الاجتماعات عبر تقنية الفيديو سمة مميزة للاتحاد الأوربي، وبعضها استمر 16 ساعة من المساء للفجر
ما هي مستجدات الوضع في إسبانيا؟
تشير البيانات إلى أن إسبانيا سجلت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 683 وفاة، في تراجعٍ عن حصيلة يوم الأربعاء، التي بلغت 757 وفاة.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس حتى الآن 153222 حالة، وتعد إسبانيا ثاني أكبر دول العالم من حيث الإصابة بالفيروس بعد الولايات المتحدة، التي سجلت ما يجاوز 465 ألف إصابة، حتى الآن.
وشارك النواب الإسبان، الخميس، في نقاش برلماني عن بعد، قبل الموافقة على تمديد حالة الطوارئ في البلاد حتى 26 أبريل/نيسان، وبقاء المواطنين في منازلهم، لأسبوعين آخرين.
وكانت إسبانيا قد فرضت بعض التدابير الصارمة في أوروبا، بيد أن سانشيز قال إنها ساعدت في تراجع معدل الإصابة بشدة.
ولا تزال أوروبا المنطقة الأكثر تضررا بتفشي فيروس كورونا في شتى أرجاء العالم.
تتحرك بعض الدول في أوروبا نحو تخفيف تدريجي لإجراءات الإغلاق
كيف سيُخفف الإغلاق التام بعد عيد الفصح؟
على الرغم من ذلك تتحرك بعض الدول في أوروبا نحو تخفيف تدريجي لإجراءات الإغلاق، وبدأ زعماء أوروبيون في إبداء توجه إيجابي نحو الأزمة، خلال الأيام الأخيرة.
وتعتزم النمسا وجمهورية التشيك السماح بفتح متاجر صغيرة للسلع غير الضرورية، الأسبوع المقبل، فضلا عن إعادة فتح مدارس ودور حضانات في الدنمارك في 15 أبريل /نيسان، والنرويج في 20 أبريل / نيسان.
وفي ألمانيا، أشار وزير الصحة، ينس شبان، يوم الخميس، إلى أنه قد تكون هناك “عودة تدريجية إلى الوضع الطبيعي” بعد عيد الفصح إذا استمر الاتجاه الإيجابي الحالي في أعداد الوفيات والمصابين.
وسجلت سويسرا تراجعا في الحصيلة اليومية للوفيات، على مدار أسبوع تقريبا، في حين سجلت بلجيكا، لأول مرة منذ تفشي الوباء،تراجعا في عدد الأشخاص الذين يتلقون علاجا في المستشفيات جراء الإصابة بالفيروس.
وتفكر إيطاليا، التي تحتفظ حتى الآن بأكبر حصيلة وفيات بسبب الفيروس في العالم، في طريقة تفضي إلى تخفيف قيودها، لاسيما في ظل تباطؤ معدل الإصابة لديها، على نحو ملحوظ، على الرغم من تحذير كونتي من أن بلاده لا تزال بحاجة إلى توخي الحذر.
وقال رئيس الحكومة الإيطالي، جوسيبي كونتي: “نحتاج إلى اختيار القطاعات التي يمكنها استئناف نشاطها، وإذا أكد العلماء ذلك، فقد نشرع في تخفيف بعض التدابير بالفعل بحلول نهاية الشهر الجاري”.
وعلى الرغم من ذلك تثار مخاوف واسعة النطاق بشأن عطلة عيد الفصح، وهي فترة، عادة ما يسافر المواطنون خلالها لرؤية أحبائهم؛ لذا أطلقت دول حملات تدعو المواطنين إلى البقاء في المنزل خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة.
وقال المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، إن الطقس اللطيف ليس مبررا للتجمعات، مضيفا أن الوضع لا يزال “خطيرا ومضللا، لأن الفيروس لم يُهزم بعد”.
وشددت البرتغال إجراءات الإغلاق خلال عيد الفصح، مع حظر مغادرة الأشخاص لمناطقهم المحلية بدون وثائق رسمية.
وعلى الرغم من ذلك اقترح رئيس الوزراء، أنطونيو كوستا، إمكانية استئناف نشاط المدارس في الرابع من مايو/ أيار.
المصدر بي بي سي