بعد أن ظل مُهملا منذ حوالي نصف قرن، أعادت المساعي المبذولة من طرف الدولة لمحاصرة فيروس “كورونا” المستجد مسألة ترميم وإعادة فتح مستشفى بنصميم، الواقع قرب مدينة أزرو، إلى الواجهة.
المذكرة التي رفعتها لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب حول مقترحاتها بخصوص الإجراءات والتدابير لتأهيل القطاع الصحي، ضمن حزمة مقترحات أخرى تتعلق بالتخفيف من تداعيات جائحة “كورونا”، تضمنت مقترحا بإصلاح مستشفى بن صميم.
واقترحت اللجنة البرلمانية المذكورة، عقب اجتماعها الأربعاء، إصلاح وصيانة وتأهيل وتجهيز مستشفى بنصميم للأمراض النفسية، الذي كان أكبر مستشفى لعلاج هذا النوع من الأمراض في القارة الإفريقية خلال القرن الماضي.
وعقب تواتُر تسجيل إصابات مؤكدة بفيروس “كورونا” في المغرب، انطلقت دعوات من موقع “فيسبوك” إلى ترميم وتأهيل وإعادة فتح مستشفى بنصميم، لإحالة المصابين بفيروس كورونا عليه، في حال تكاثر عددهم، خاصة في ظل محدودية الطاقة الاستيعابية للمستشفيات.
ويُعد مستشفى بنصميم تحفة حقيقية، إذ بني على مساحة ثمانين هكتارا، وسط جبال الأطلس، التي يساعد هواؤها على شفاء مرضى السل والأمراض التنفسية.
ويرى الداعون إلى إعادة فتح هذا المستشفى، ذي الطوابق الثمانية، إضافة إلى طوابق تحت أرضية، والذي أغلق سنة 1973، أنه يشكل مكانا ملائما لإيواء المصابين بفيروس كورونا، نظرا للطبيعة الجغرافية وهواء المنطقة المساعدين على الشفاء من الأمراض التنفسية، وكذا بُعده عن التجمعات السكانية.
وتم بناء مستشفى بنصميم للأمراض الصدرية والتنفسية على مساحة تقدر بثمانين هكتارا، سنة 48 من القرن الماضي، وكان يستقبل، ابتداء من سنة 1954، مئات المرضى المغاربة والفرنسيين المقيمين آنذاك في المغرب، وكذا الأجانب الوافدين من الخارج.
وتم اختيار المنطقة التي بُني فيها مستشفى بنصميم بعد أن قضّى بها مواطن فرنسي كان يعاني من مرض السل، ولم يجد له علاجا في فرنسا، مدة من الزمن، فتحسنت حالته الصحية، ولما بحث الأطباء في موضوع شفائه توصلوا إلى أن السبب هو هواء المنطقة التي أقام بها، فقررت سلطات الاستعمار بناء مستشفى بها، عولج فيه آلاف المرضى من أواسط الخمسينيات إلى غاية عام 1973.