بعد ضغوطات المجتمع المدني..السلطات الإسبانية تأوي مؤقتا المغاربة العالقين بسبتة

سمحت السلطات الإسبانية بسبتة، أمس الثلاثاء، بنقل مغاربة عالقين بالمعبر الحدودي إلى أماكن إقامة خاصة، بعد ضغوط مارستها عليها فعاليات مدنية بالمدينة السليبة، خاصة عقب قرارها نقل مجموعة أخرى من المغاربة حاملي التأشيرات السياحية من أصحاب السيارات إلى الجزيرة الخضراء.

وحسب ما أفاده مصدر محلي فإن “الفعاليات الجمعوية، التي تطوعت خلال الأيام الماضية لتقديم يد المساعدة للمغاربة العالقين بالمعبر الحدودي، قد توصلت إلى اتفاق مع الحكومة المحلية للمدينة يسمح بنقلهم إلى دُور خاصة، كحل مؤقت، ريثما تمر هذه الأوقات العصيبة”، مشيرا إلى أن “هذا الحل يضع حدا مؤقتا لمعاناتهم مع البرد والأمطار، خاصة أنهم يبيتون في العراء منذ الجمعة الماضية، في ظروف غير إنسانية”.

وقال عبد السلام، متطوع بجمعية خيرية سبتية، إن “قرابة 60 شخصا ظلوا عالقين بمعبر باب سبتة، بعدما تم نقل حاملي التأشيرات السياحية، ليلة الأحد – الاثنين، تحت إشراف سلطات المدينة، إلى ميناء الجزيرة الخضراء”، مضيفا أن الأخيرة “كانت تعتزم وضع المغاربة المتبقين بالمعبر، وهم من العاملات والعاملين بالمدينة، بسجن ‘روصاليس’ الذي تم تعليق العمل فيه منذ سنتين، رغم عدم توفره على الماء والكهرباء”.

من جهته، أوضح مصطفى، أحد المغاربة العالقين خارج التراب الوطني، أن “السلطات الإسبانية لجأت إلى نقل كل أصحاب السيارات من المغاربة العالقين بمعبر سبتة، على نفقتها، إلى الجزيرة الخضراء”، وزاد: “تفرقت بنا السبل عند وصولنا إلى هنا؛ فهناك من قرر استئجار منزل إلى حين حلّ هذا المشكل، وهناك من قصد أحد أفراد عائلته بإقليم الأندلس، وثمّة من ظل بسيارته لعدم توفره على الإمكانات التي تسمح له بالبحث عن حل لهذا الوضع”.

وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع عبور خمسة شباب من العالقين بالمعبر الحدودي، في أولى ساعات صباح الثلاثاء، نحو الجانب المغربي سباحة، مشيرا إلى أنه تم الاحتفاظ بهم في مركز خاص، عملا بالإجراءات الوقائية المعمول بها، للحد من مخاطر انتشار فيروس “كورونا” المستجد، مستبعدا احتمال إصابتهم به، وفق المعاينة الأولية.

وكانت جمعية الهلال الأبيض السبتية قد نشرت بيانا، في وقت سابق، أكدت فيه نقل عدد من الأسر المغربية إلى الجزيرة الخضراء، مضيفة: “اعتقدنا أن سلطات المدينة ستضع من تبقى بساحة ‘أوتشوريو’ بإقامة رأت أنها مناسبة لإيوائهم. وفي ظل هذه الظروف، قررنا أن خدماتنا لم تعد ضرورية”.

وتابعت: “لكن الأحداث الأخيرة، تظهر لنا أن بقية العالقين ما زالوا مشردين بالشارع، يعانون من البرد والأمطار”، مشددة على عودتها لتقديم يد العون لهم، “في أفق أن نرى الإجراءات التي ستتخذها المدينة” حسب نص البيان ذاته.