تعتبر فئة المشردين في المغرب والأشخاص بدون مأوى، بمن فيهم الأطفال، من الفئات المهددة بالإصابة بفيروس “كورونا” أو نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، بحكم تنقلهم من مكان إلى آخر دون التقيد بأي إجراءات وقائية أو صحية.
وفي المغرب يوجد أزيد من 4 آلاف مشرد، منهم 250 طفلاً، وفق أرقام رسمية لسنة 2018، يجوبون شوارع المملكة، في حين تقدر جمعيات مدنية عدد أطفال الشارع ما بين 30 و50 ألف طفل.
وشرعت العديد من المنظمات الدولية في التنبيه إلى مسألة الخطر الذي يتهدد الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع ويفتقرون إلى مواد التنظيف أو الوصول إلى المرافق الصحية، وهو الأمر الذي يشكل خطراً على سلامة وحياة الآلاف من الأطفال والمشردين في المغرب.
وإلى حدود اللحظة، لم تصدر وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أو السلطات الوصية على القطاع، أي تعليمات لحماية هذه الفئة من خطر فيروس “كورونا”. كما أن الأشخاص الذين يقومون بجمع القمامة في المغرب لضمان لقمة العيش يعرضون أنفسهم لمخاطر مرتفعة للإصابة بالوباء.
ودعا عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، الحكومة إلى تخصيص تدابير استثنائية لحماية المشردين في إطار البرامج الوقائية والاحترازية التي تقوم بها الدولة لمواجهة وباء “كورونا”.
وأكد الرامي أن “من واجب الدولة الاهتمام بهذه الفئة والتكفل بها في هذه الظرفية الصعبة التي تمر منها البلاد، سواء الأطفال أو العجزة”، مضيفا أن تواجد هذه الفئة في الشوارع اليوم يمكن أن يشكل ضررا عليها وعلى الآخرين.
وشدد الفاعل الجمعوي، في تصريحه، على ضرورة القيام بحملة عاجلة لجمع المشردين من الشوارع وإخضاعهم للفحوصات الطبية، داعيا أيضا إلى “تعقيم المراكز الاجتماعية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، وتوفير لوازم الوقاية حتى للعاملين في هذه المراكز التي تشهد بعضها اكتظاظا، مثل حالة مركز عين عتيق”.
ويقترح الفاعل الجمعوي استغلال مراكز استثنائية أو استغلال مؤسسات مغلقة مؤقتاً أو متوقفة عن العمل، مثل بعض الفنادق المغلقة بفعل أزمة “كورونا”، كحل استثنائي لإيواء المشردين وحمايتهم من خطر “كورونا” الذي يتربص بهم في الشوارع.
ولفت عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، إلى أن وضعية “كورونا” في المغرب اليوم في فترة انتقائية، أي فترة حضانة الفيروس، وهو ما يتطلب احتياطات شديدة وعدم التهاون للتقليل من حدة انتشار “كوفيد-19”.