كثيرا ما اقترنت مدينة فاس في الأذهان بانعدام الأمن و ارتفاع مستوى الجريمة، حتى ترسخت هذه الصورة النمطية لدى المواطن في المدن الأخرى و الذي غالبا ما يقدم هذا التبرير لتأجيل زيارة مدينة فاس. لكن ماهو واقع الأمن اليوم في المدينة و الحصيلة التي تقدمها الأرقام ؟ و ما مدى تفاعل المواطنين و جهاز الأمن لاستتباب الأمن ؟ و ماهي الخطط الناجعة لمحاربة الجريمة في منابعها؟ أسئلة تجيب عنها جريدة الصباح في حوار أجرته مع والي أمن فاس السيد عبد الإله السعيد .
يرى السيد السعيد أن انعدام الأمن هو مجرد صورة نمطية ألصقت ظلما و عدوانا بمدينة فاضلة وحضارية . و ما يدل على استتباب الأمن في الآونة الأخيرة ما تعرفه المدينة من إقبال كبير عليها و ارتفاع نسبة ملء الفنادق ، حيث ساهم توفر الأمن بشكل كبير في إقبال السياح على المدينة . الأمن الذي قدم حصيلة مهمة فيما يخص محاربة الجريمة بكل أنواعها، حيث سجل ارتفاعا ملحوظا في نسبة القضايا المسجلة لديه سواء داخل المدار الحضري أو خارجه . و يضيف السيد السعيد أن الأمن يركز بالخصوص على محاربة الجرائم العنيفة التي يستعمل فيها السلاح الأبيض و التي من شأنها المساس بسلامة الأشخاص و الأموال .
و يشير السيد السعيد إلى الأهمية التي يوليها الأمن بفاس لمحاربة المخدرات بكل أنواعها بتعاون مع المصالح الموازية، و يتم التركيز أساسا على الأقراص المهلوسة و التي تكون غالبا سببا رئيسيا لارتكاب متعاطيها جرائم موسومة بالعنف خصوصا في حق الأصول و أقرب المقربين . لذا يبقى لزاما –حسب السيد السعيد – تجفيف منابعها .
و يشدد السيد السعيد على توفر معيار الجاهزية القصوى كمعيار و مؤشر حقيقي للنجاح في العمل و ترسيخ العمل الاستباقي و الوقائي كقاعدة أساسية في الأداء الأمني اليومي . كل هذا، مع الإشادة بالدور الهام الذي يلعبه العنصر البشري و التضحيات الجسيمة التي يقدمها الموظفون ليل نهار و التي انعكست إيجابا في تحقيق نتائج هامة و ملموسة على مستوى استتباب الأمن بفاس . ما يدعو إلى ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري عن طريق الاهتمام بالتكوين المستمرو تكوين اللياقة و الجسم السليم . و كذا الاستثمار في شخصية الموظف الأمني بالاهتمام بالجانب الاجتماعي .