بعد سنة طبعت بمآسي الهجرة السرية وعودة قوية ل”قوارب الموت” وتزايد مهول في ضحاياها، كشف حقوقيون على أن مقبرة الناظور، واحدة من أكبر المدن المصدرة للهجرة السرية، أصبحت تضم المئات من قبور المهاجرين الذين قضوا في طريقهم لتحقيق “الحلم الأوروبي”، مطالبين السلطات المغربية بدفن المهاجرين بطريقة “أكثر إنسانية”.
وفي حديثه ل”اليوم 24″ اليوم الأحد، قال عمر الناجي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، إن مقبرة سيدي سالم بالمدينة، تضم اليوم جزءا أصبح مخصصا للمهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء، على الخصوص الذين قتلوا في طريق الهجرة، موضحا أن أعداد المدفونين في هذا الجزء من مقبرة المدينة يتراوح ما بين 200 و300 شخص.
وفي ذات السياق، أوضح الناجي، أن المهاجرين المدفونين في مقبرة الناظور، الذين لفظتهم أمواج المتوسط جثثا بعدما فشلوا في تحقيق “الحلم الأوروبي”، يتم دفنهم دون تحديد هويتهم، وتوضع حجرة فوق قبرهم كتب عليها، إما “رجل” أو “إمرأة” أو “جنين”، مع تاريخ الدفن، فيما لا تم بناء القبور كما تبنى لباقي الأموات المغاربة.
وتطالب الجمعية الحقوقية، السلطات المغربية، بتخصيص ميزانية للمهاجرين ضحايا الهجرة بالمدينة، للتمكن من تحديد هوياتهم، ودفنهم بطريقة “أكثر إنسانية”، تحترم حرمة الميت، وتمكن الأهالي في حالة بحثهم عن مفقوديهم، من العثور عليهم ولو أمواتا.
وتقول الجمعية الحقوقية، أن السنة الماضية، 2018، كما أكدت كل التقارير والإحصائيات، كانت سنة تزايد كبير في أعداد المهاجرين السريين، وهو ما يؤكده حتى عدد المهاجرين الذين قضوا في سواحل المدينة ولفظتهم أمواج شاطئها، حيث دخل إلى مستشفى الناظور خلال سنة 2018 إلى حدود شهر نونبر الماضي، ما يقدر ب144 جثة لمهاجر سري قتل غرقا، فيما لم تتجاوز أعداد من دخلوا فالمستشفى في نفسا لفترة من سنة 2017، 25 جثة.
عن موقع :شمال بوست