سيغادر المشاركون في النسخة 11 من رالي “إفريقيا إيكو رايس”، المغرب باتجاه موريتانيا، عبر منطقة الكركرات نهار اليوم الإثنين، وعلى عكس السنة الماضية لم تعترض ميليشيات الجبهة الانفصالية المتسابقين، بالمقابل لجأت إلى إجراء مناورات عسكرية بمنطقة امهيريز الواقعة شرق الجدار الرملي.
بالتزامن مع مرور رالي “إفريقيا إيكو رايس” من الصحراء باتجاه موريتانيا، نظمت جبهة البوليساريو مناورات عسكرية بمنطقة امهيريز الواقعة شرق الجدار الرملي المغربي، وهي المنطقة التي تطلق عليها اسم “الأراضي المحررة”.
وحضر هذه المناورات زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، وقياديين آخرين، إضافة إلى أشخاص قدموا من الصحراء الغربية، بحسب ما أفادت به “وكالة أنباء” الانفصاليين.
نفس المصدر أشار إلى أن المناورات “استمرت لعدة ساعات تمت بقطاع الناحية العسكرية الرابعة ونفذتها وحدات من مقاتلي الناحية من مشاة محمولة، وحدات الدفاع الجوي، الهندسة ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة”.
وبحسب ما ذكر موقع “المستقبل الصحراوي” فإنه تم خلال هذه المناورات تدمير آخر دفعة من مخزون الألغام المضادة للأفراد التي بحوزة جبهة البوليساريو “منذ التوقيع على صك التزام نداء جنيف سنة 2005 “.
ويأتي تنظيم هذه المناورات بالتزامن مع مرور رالي “إفريقيا إيكو رايس” من الصحراء، حيث حطت قافلة المشاركين في الدورة الحادية عشر من الرالي الدولي الرحال، يوم السبت، بمدينة الداخلة، ضمن المرحلة الخامسة والأخيرة للسباق بالمغرب. وسيصل الرالي إلى منطقة الكركرات الحدودية مع موريتانيا نهار اليوم الإثنين، وسيدخل المشاركون التراب الموريتاني يوم 8 يناير، قبل أن يصلوا إلى نقطة النهاية بالعاصمة دكار يوم 13 يناير.
وعلى عكس السنة الماضية التزمت جبهة البوليساريو الصمت، وهو ما أكده ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة الدكتور سيدي محمد عمار، الذي قال في تديونة على حسابه في تويتر “إن المزاعم التي يطلقها المسؤولون ووسائل الإعلام المغربية حول وجود جبهة البوليارسو في المنطقة العازلة بالكركرات في الصحراء الغربية غير صحيحة البثة”.
ولم يفوت المسؤول الانفصالي الفرصة للتهجم على المغرب وقال “المغرب يواجه ضغوطات كثيرة، وهو الآن يبحث عن ذريعة لخلق أزم أخرى في المنطقة قبل المحادثات المرتقبة التي ترعاها الأمم المتحدة”.
بدوره لم يشر الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، في المؤتمر الصحافي الذي تلا انعقاد المجلس الحكومي يوم الخميس الماضي، إلى توغل ميليشيات جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات الواقعة جنوب الجدار الرملي المغربي.
وقال إن استفزازات “البوليساريو” على مستوى المنطقة الواقعة شرق المنظومة الدفاعية، هي استفزازات يائسة “تضع الانفصاليين في مواجهة مع الأمم المتحدة وليس مع المغرب فقط”. وأضاف أن “مجلس الأمن كان صريحا في قراراته وواضحا في هذا الشأن، بأن أي سلوك من هذا القبيل هو بمثابة استفزاز وتهديد للاستقرار في المنطقة، مبرزا أن دعوة الهيئة الأممية كانت واضحة إلى الامتناع عن القيام بمثل هذه السلوكات”.
يذكر أنه خلال النسخة الماضية، وقبل وصول الرالي إلى منطقة الكركرات، وبالضبط في 3 يناير 2018، توغلت ميليشيات البوليساريو داخل المنطقة العازلة الواقعة جنوب الجدار الرملي، قرب الكركرات، وجاء ذلك مباشرة بعد اعتراضها للمشاركين في رالي آخر يطلق عليه اسم رالي تحدي الصحراء، قبل أن تتدخل بعثة المينورسو من أجل تيسير مرور المتسابقين.
وبدأت الجبهة الانفصالية تؤكد بعد ذلك بأنها لن تسمح بمرور السباق، وانتشر شريط فيديو لأحد مقاتليها، وهو يهدد بإشعال فتيل الحرب في حال مر الرالي من المنطقة. لكن بعد ذلك خضعت جبهة البوليساريو للضغوط، ولم تعرقل مسيرة الرالي بالمنطقة العازلة، الواقعة بين الجدار الرملي الذي يتمركز وراءه الجنود المغاربة، والأراضي الموريتانية.
عن موقع : يا بلادي