الاعتقال ,السجن , الحبس … مفاهيم مختلطة .

الإيقاف، الحراسة النظرية، الاعتقال، الحبس، والسجن.. مصطلحات قانونية متشابهة بمعانٍ مختلفة يوضحها خبراء
في سياق الجدل العام، يكثر الخلط بين مصطلحات قانونية دقيقة، مما يستدعي توضيح الفروق الجوهرية بين الإيقاف، الحراسة النظرية، الاعتقال، الحبس، والسجن، حيث يمثل كل منها مرحلة وإجراءً قانونياً مختلفاً.
الإيقاف: هو أول إجراء تقوم به الشرطة القضائية، ويعني ضبط المشتبه فيه وتكبيله ومنعه من الفرار، سواء كان في حالة تلبس أو بناءً على مذكرة بحث. وهو إجراء ميداني لحظي يسبق اقتياد الشخص إلى مركز الشرطة.
الحراسة النظرية: هي الفترة التي يقضيها المشتبه فيه داخل مقر الشرطة القضائية لضرورة البحث والتحقيق. وتكون مدتها محددة قانوناً (48 ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة في الجرائم العادية)، وتتم تحت إشراف النيابة العامة. ولا تعني هذه المرحلة إدانة الشخص، بل هي مجرد إجراء تحقيقي.
الاعتقال: هو إجراء قضائي بحت، حيث يأمر قاضي التحقيق أو النيابة العامة بإيداع المتهم في السجن بشكل مؤقت (الاعتقال الاحتياطي) بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية. ويتم اللجوء إليه لضمان حضور المتهم أطوار المحاكمة أو لمنع التأثير على سير التحقيق، وهو أيضاً لا يعني الإدانة.
الحبس: هو عقوبة سالبة للحرية تصدرها المحكمة بعد محاكمة عادلة في القضايا التي تُصنف كـ “جنح”، وتتراوح مدتها غالباً بين شهر وخمس سنوات، وتُنفذ داخل المؤسسات السجنية.
السجن: هو العقوبة الأشد، وتصدر عن غرفة الجنايات في القضايا الخطيرة المصنفة كـ “جنايات”. تتجاوز مدة هذه العقوبة خمس سنوات، وقد تصل إلى المؤبد أو الإعدام، وتنفذ بعد صدور حكم قضائي نهائي بات.
ويؤكد القانون المغربي على أن جميع الإجراءات السابقة لصدور الحكم النهائي، من الإيقاف إلى الاعتقال الاحتياطي، تندرج ضمن التحقيقات ولا تمس بمبدأ “قرينة البراءة” الذي يعتبر المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته بموجب حكم قضائي نهائي.

المصدر :صحافة بلادي