الرباط – لم تعد الدعوات للتجمهر التي شهدتها مدن مغربية مؤخراً مجهولة المصدر. لقد كشفت معلومات دقيقة عن الهوية الرقمية لمن يُعتقد أنه المحرك الرئيسي لهذه التحركات الشبابية، وهو المستخدم الذي يحمل الاسم الرمزي “Piwpiw” على منصة ديسكورد، حيث يشغل أدواراً قيادية عليا في تنسيق وتوجيه ما يعرف بـ “حراك جيل Z”.
من هو “Piwpiw”؟
خلف شاشات الهواتف والحواسيب، يبرز “Piwpiw” كشخصية محورية تتمتع بصلاحيات واسعة داخل خوادم “GenZ212 Team”. وتُظهر الأدوار الممنوحة له في المنصة أنه ليس مجرد ناشط، بل هو “منظم” (Organizer) و**”استراتيجي” (Strategist)**، ما يعني أنه مسؤول بشكل مباشر عن التخطيط للتجمعات وتحديد أماكنها وأهدافها، وهو ما يفسر التنظيم الذي بدت عليه بعض تلك التحركات.
السلطات: تدخل متوازن لمواجهة دعوات غير قانونية
هذا التنظيم الرقمي هو ما دفع السلطات للتدخل. وفي هذا الصدد، أفاد خبير أمني أن تعامل القوات العمومية كان ضرورياً لمنع تجمعات غير مرخصة قانونياً، مؤكداً أن الإجراءات تمت “بشكل متوازن” وسلمي بهدف الحفاظ على النظام العام. وأشار الخبير إلى أن السلطات لن تسمح بتحويل الفضاء العام إلى ساحة للفوضى بناءً على دعوات تتجاوز المساطر القانونية، بغض النظر عن هوية من يقف خلفها.
مرصد المحتوى الرقمي: تحذير من التلاعب بعقول الشباب
تتوافق هذه التطورات مع ما حذر منه “مرصد المحتوى الرقمي” في وقت سابق. فقد نبه المرصد إلى أن شخصيات ذات أجندات خاصة قد تستغل المطالب الاجتماعية المشروعة للشباب كـ”ثغرة” للسيطرة على عقولهم وتوجيههم. وتعتبر حالة “Piwpiw” مثالاً حياً على كيفية استخدام المنصات الرقمية لحشد الشباب وتعبئتهم، وهو ما يضعهم في مواجهة مباشرة مع أجهزة الدولة ويحول مطالبهم إلى أداة لتهديد الاستقرار.
وبينما تتواصل التحقيقات، يبقى الكشف عن هوية “Piwpiw” نقطة تحول في فهم طبيعة هذا الحراك الشبابي، الذي ينتقل من العفوية إلى التنظيم الرقمي المحكم.
صحافة بلادي صحيفة إلكترونية مغاربية متجددة على مدار الساعة تعنى بشؤون المغرب الجزائر ليبيا موريتانيا تونس