أعلن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أنه يقوم بتحركات دبلوماسية لإيجاد حلول حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها كل من دولتي ليبيا والسودان، خلال استقباله رؤساء خمس دول افريقية، وذلك يندرج ضمن خارطة طريق يرمي من خلالها ترامب إلى تعزيز الاستقرار الاقليمي في هذه المناطق عبر التعاون الاقتصادي والحوار السياسي، كما جاء في تصريح لترامب أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى “تسوية سلمية في ليبيا والسودان”.
ومن جانبه، صرح المستشار الخاص لترامب لشؤون افريقيا، مسعد بولس، أن بلاده بعد نجاح وساطة أمريكا في التوصل إلى اتفاق سلمي بين رواندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، باتت حاليا تعتبر أزمة السودان كأولوية قصوى، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الحل سودانيا بشكل كامل بعيدا عن التدخلات الخارجية بالنظر إلى أن النزاع يرتبط كليا بالسلطة وليس بأسباب اقتصادية.
وفي سياق متصل، قررت مصر استضافة اجتماعا ثلاثيا من مستوى عالٍ ضَمَّ مسؤولين من مصر وليبيا والسودان، للنظر في عمق التحديات الأمنية المشتركة والتطورات الإقليمية المتسارعة، فيما تضمن الاجتماع نقاش وسائل تأمين التعاون والتنسيق بين الدول المذكورة للحفاظ على الأمن القومي، وأبرز المشاركون في الاجتماع على أهمية تحقيق المصالح العليا لشعوب المنطقة، بما يتماشى مع ضرورة دعم الإستقرار والتنمية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذه اللقاءات تأتي في إطار جهود حثيثة لـ«تقريب وجهات النظر» بين الأطراف المتنازعة في السودان، لاسيما وسط اتهامات للواء خليفة حفتر بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، في هذا السياق، وجّه قائد هذه القوات، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في خطاب حديث رسائل إيجابية إلى القاهرة، معلنًا استعداده لبدء حوار مع السلطات المصرية. وأكد حميدتي في الوقت نفسه أن بعض قيادات الجيش السوداني هي من تعمَد تعطيل التواصل مع دول الجوار، في خطوة تشير إلى رغبة واضحة في تلطيف التوثرات الإقليمية.
وتُبين هذه التحركات السياسية والدبلوماسية هدف إقليمي ودولي في وضع حد للأزمة التي تعيشها السودان، ومنع تمددها إلى دول الجوار، وسط اقتراحات متزايدة لإطلاق عملية سياسية شاملة تضع حداًّ للحرب وتعيد بناء مؤسسات الدولة.
