انطلقت مساء الخميس في العاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات “أسبوع المغرب”، التظاهرة الاقتصادية والثقافية التي تنظمها سفارة المملكة المغربية بالشراكة مع جمعية “منتدى الجنوب” وعدد من الفاعلين المؤسساتيين من المغرب وموريتانيا، وذلك تحت شعار “معًا لبناء شراكة تضامنية”، في إشارة إلى التوجه المشترك نحو تعزيز روابط التعاون بين البلدين.
ويمتد الأسبوع، الذي يستمر حتى 30 أبريل الجاري، على مساحة زمنية وثقافية واسعة تهدف إلى تسليط الضوء على ثراء التراث المغربي المادي واللامادي، مع فتح آفاق جديدة للتبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين، في سياق الدينامية المتصاعدة للعلاقات الثنائية.
وخلال افتتاح الحدث، شدد كاتب الدولة المغربي المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، على أن هذه التظاهرة تجسد الرؤية الاستراتيجية المشتركة لجلالة الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى بناء شراكة اقتصادية متينة، ترتقي إلى مستوى الطموحات والإمكانات المتاحة لدى البلدين.
وأكد حجيرة أن العلاقات الاقتصادية الحالية، رغم ما تحقق فيها، ما تزال دون المستوى المنشود، داعيًا إلى تكثيف الجهود لإطلاق مشاريع مشتركة في قطاعات استراتيجية مثل الزراعة، الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والصيد البحري، بما يخدم التكامل الاقتصادي ويخلق سلاسل قيمة إفريقية مشتركة، خاصة في ظل الفرص التي تتيحها منطقة التجارة الحرة القارية.
من جهته، أبرز سفير المغرب في نواكشوط، حميد شبار، أن “أسبوع المغرب” يشكل منصة للتلاقي بين الفاعلين الاقتصاديين والمثقفين من البلدين، وفرصة للاحتفاء بالمشترك الثقافي والاجتماعي، الذي يعكس عمق الروابط الأخوية بين الشعبين تحت قيادة قائدي البلدين.
بدورها، أكدت وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية، زينب أحمدناه، أن التحديات العالمية الراهنة تحتم على البلدين توحيد الجهود وتعزيز شراكتهما الاقتصادية، مشيرة إلى أهمية المنتدى في تطوير المبادلات التجارية وفتح آفاق تعاون جديدة، لا سيما في ظل التقارب الجغرافي والتاريخي بين الرباط ونواكشوط.
ويزخر برنامج “أسبوع المغرب” بأنشطة ثقافية وتجارية وفنية متنوعة، تتوزع بين عروض للصناعات التقليدية والمنتجات المحلية، وفضاءات للعرض والتسوق داخل خيام مستوحاة من الطابع التقليدي المغربي، إضافة إلى لقاءات ثنائية بين رجال أعمال مغاربة وموريتانيين، وندوات تتناول قضايا الاستثمار والتبادل التجاري والبنيات التحتية والانتقال الطاقي.
كما يشمل الأسبوع أمسيات موسيقية وشعرية يشارك فيها فنانون وشعراء من البلدين، في لوحة فنية تسلط الضوء على غنى وتنوع الثقافة المغاربية.
وحضر حفل الافتتاح عدد من أعضاء الحكومة الموريتانية، وشخصيات دبلوماسية واقتصادية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات استثمارية وهيئات مهنية من البلدين.
وينظم الحدث بشراكة مع عدة مؤسسات مغربية وموريتانية، من بينها وزارة التجارة والسياحة الموريتانية، وكتابة الدولة المغربية المكلفة بالتجارة الخارجية، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، و”دار الصانع”، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى جانب الوكالة الموريتانية لترقية الاستثمارات، والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين.

المصدر : صحافة بلادي