تمكنت سفينة الإنقاذ “أورورا”، التابعة لمنظمة “سي-ووتش” الدولية، صباح الثلاثاء، من إنقاذ 32 مهاجراً ظلوا عالقين منذ السبت الماضي على منصة الغاز “مسكار” في البحر المتوسط، على بعد نحو 75 ميلاً شرق السواحل التونسية.
وأفادت المنظمة، في بيان رسمي، بأن فريقها نجح في نقل المهاجرين إلى متن السفينة حيث تلقوا الرعاية الطبية العاجلة، وسط غياب أي قرار من السلطات بشأن توفير ميناء آمن لإنزالهم.
رحلة قاسية وفقدان أرواح
واجه المهاجرون، الذين ظلوا محاصرين على المنصة لأكثر من ثلاثة أيام، ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة، أدت إلى وفاة أحدهم خلال الرحلة البحرية، فيما تعرض الآخرون لمخاطر الجوع والتدهور الصحي.
وفي تعليق على الحادثة، قال أوليفر كوليكوفسكي، المتحدث باسم “سي-ووتش”: “ترك 32 شخصاً لمصيرهم في عرض البحر لأيام هو دليل آخر على فشل الدول الأوروبية في تحمل مسؤولياتها. مرة أخرى، تضطر المنظمات الإنسانية إلى التدخل حيث تتجاهل الحكومات واجبها في الإنقاذ”.
انتقادات حادة وتحذيرات من انتهاكات حقوقية
وكانت منظمة “ألارم فون”، التي تدير خط طوارئ للمهاجرين في البحر، قد حذرت من تدهور الوضع الصحي للعالقين، مشيرة إلى أنهم لم يتناولوا الطعام لعدة أيام ويعانون من إرهاق شديد.
وتقع منصة الغاز “مسكار” في منطقة بحرية متنازع عليها بين مناطق البحث والإنقاذ التابعة لكل من تونس ومالطا، ما أثار تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن التدخل لإنقاذ المهاجرين.
من جانبها، دقت منظمات حقوقية ناقوس الخطر، محذرة من أن أي محاولة لإعادة هؤلاء المهاجرين إلى ليبيا أو تونس ستشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، معتبرة أن شركة “شل” المالكة للمنصة، وشركة “أميلكار للعمليات البترولية” المشغلة لها، قد تكونان متورطتين في هذه الانتهاكات إذا لم يتم تأمين نقل المهاجرين إلى مكان آمن.
وفي هذا السياق، أكدت منظمة “سي-ووتش” أن الحادثة تعكس الحاجة الملحة لاستمرار عمليات الإنقاذ البحري التي تقوم بها المنظمات المدنية، في ظل تراجع الجهود الحكومية لإنقاذ الأرواح، مطالبة السلطات الأوروبية بسرعة توفير ميناء آمن لاستقبال الناجين.

المصدر : صحافة بلادي