القمة العربية الطارئة تتبنى المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، اليوم الثلاثاء، اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن القمة شددت على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وحماية الأمن القومي العربي.

تحول الخطة المصرية إلى رؤية عربية شاملة
من جانبه، صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي، بأن الخطة المصرية أصبحت خطة عربية بعد إقرارها، مشيراً إلى أنها ترسم مسارًا جديدًا للأمن والاستقرار في غزة، كما أنها تتسم بالمرونة وقابلة للتطوير وفق المستجدات.

وأفاد البيان الختامي للقمة بأن لجنة تكنوقراط غير فصائلية ستتولى إدارة قطاع غزة لمدة ستة أشهر، مع التأكيد على رفض أي مخطط لفصل الضفة الغربية عن القطاع. كما دعا البيان مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام في الضفة الغربية وغزة، مع الإشارة إلى إمكانية البحث عن بدائل واقعية لتهجير الفلسطينيين.

توحيد غزة وتعزيز دور السلطة الفلسطينية
بدوره، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، على أن إعادة توحيد قطاع غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية يعدّ أمرًا حيويًا، مؤكدًا التزام حكومته بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات الدولية لتنفيذ الخطة العربية. كما أكد أن الحكومة الفلسطينية ستعمل على تجاوز العقبات الداخلية بالتنسيق مع الفصائل، مع الاعتماد على وعي الفلسطينيين ومسؤوليتهم الوطنية في مواجهة التحديات.

دعم دولي وإجراءات تنفيذية
في السياق ذاته، أوضح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن القاهرة تسعى لحشد دعم دولي واسع للخطة، مشيرًا إلى استمرار المشاورات مع الولايات المتحدة في هذا الصدد. كما أكد أن تثبيت وقف إطلاق النار يمثل خطوة أساسية قبل البدء في جهود إعادة الإعمار.

وأشار عبد العاطي إلى أنه تم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة التي ستدير غزة مؤقتًا، مع الإعلان عن خطط لتدريب الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية لتولي مسؤوليات الأمن في القطاع، بما يضمن تعزيز دور السلطة الفلسطينية في إدارته.

مؤتمر دولي لإعادة الإعمار
وكشف الرئيس المصري عن عزم بلاده استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في أبريل/نيسان المقبل، إلى جانب إنشاء صندوق خاص لدعم عملية الإعمار، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لإنجاح هذه المبادرة.

كما أكد السيسي أن الخطة المصرية تهدف إلى حفظ حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، مشددًا على رفض بلاده لأي محاولات لفرض حلول غير عادلة، أو تغيير الوضع الديموغرافي في غزة.

خطة بقيمة 53 مليار دولار لإعادة الإعمار
وكانت مصر قد أعدّت خطة متكاملة بقيمة 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة على مدى خمس سنوات، تشمل مرحلتين، إحداهما تركز على الإغاثة العاجلة، بينما تهدف الأخرى إلى التنمية الاقتصادية المستدامة. كما تتضمن الخطة إنشاء صندوق دولي لضمان التمويل والشفافية في التنفيذ.

يأتي هذا التحرك في ظل رفض عربي واسع لأي محاولات لتغيير التركيبة السكانية في غزة، أو فرض حلول تضر بالقضية الفلسطينية، مع تأكيد الدول العربية على ضرورة تبني نهج يعزز الاستقرار ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
المصدر : صحافة بلادي