في ضوء ما يُروج له جيراندو من ادعاءات خطيرة ومعلومات مغلوطة عبر منصات التواصل الاجتماعي، من الضروري تقديم ردٍ عقلاني وموضوعي يكشف تناقضاته ويفند مزاعمه بالأدلة.
- تناقض الروايات: من الشعوذة إلى الإصلاحات!
في إحدى حلقاته السابقة، زعم جيراندو أن الملك محمد السادس يتعرض لعملية شعوذة تمنعه من ممارسة صلاحياته وتجعله عاجزًا عن اتخاذ القرارات. لكنه عاد في حلقته الأخيرة ليقول إن الملك كان يُخطط لإصلاحات جذرية يوم 2 ديسمبر وكان على وشك الإطاحة برؤوس الفساد.
التناقض هنا واضح: كيف لشخص يُفترض أنه واقع تحت تأثير السحر والعجز أن يُفكر في إصلاحات كبرى؟ إما أن الرواية الأولى كاذبة أو الثانية مختلقة، وفي كلتا الحالتين، يُظهر ذلك بوضوح أن جيراندو لا يمتلك معلومات موثوقة.
- التضارب في تحديد المسؤولين عن الفساد
جيراندو اتهم في إحدى الحلقات عبد اللطيف الحموشي بأنه العقل المدبر للفساد، وأنه تلميذ لعبد الرحيم حميد الدين. لكنه عاد ليُحول التهمة بالكامل إلى حميد الدين في الحلقة الأخيرة، مؤكدًا أنه المحرك الأساسي للفساد في المغرب.
هذا التناقض يطرح سؤالًا جوهريًا: إذا كان حميد الدين هو المسؤول الأول عن الفساد، فلماذا كان التركيز سابقًا على الحموشي؟ يبدو أن جيراندو يُغير روايته وفقًا للظروف، دون وجود أدلة ثابتة.
- مزاعم التعذيب والأماكن السرية: غياب الأدلة
جيراندو أشار إلى وجود “بافيون قيدي” السري حيث يتم التعذيب والتحقيق، وأن المكان محروس ولا يُسمح لأحد بدخوله إلا بتصاريح خاصة. ومع ذلك، لم يُقدم أي دليل ملموس أو صور أو وثائق تدعم هذه المزاعم.
إن الحديث عن أماكن سرية وعمليات تعذيب بدون أدلة قوية يُعتبر محاولة للتشويه وخلق حالة من الذعر العام. مثل هذه الادعاءات تتطلب أدلة دامغة، وليس مجرد كلام مرسل.
- وفاة عبد الحق الخيام: نظريات المؤامرة دون أدلة
ادعى جيراندو أن عبد الحق الخيام توفي نتيجة تسمم وأن التقرير الطبي الشرعي لم يُعلن عنه. السؤال هنا: إذا كان التقرير سريًا كما يقول، كيف حصل هو على هذه المعلومات؟ وهل لديه مصادر موثوقة أم أنه يعتمد فقط على نسج نظريات المؤامرة؟
- دور كندا ومنصة اليوتيوب في نشر الأكاذيب
من الملاحظ أن جيراندو يُقيم في كندا ويستخدم منصة اليوتيوب لنشر هذه الادعاءات. ورغم أن كندا معروفة باحترام الحريات وحقوق الإنسان، إلا أن استخدامها كقاعدة لنشر الأكاذيب والتحريض يُثير تساؤلات حول دور المنصات الرقمية في مراقبة المحتوى وعدم السماح بتحويلها إلى أداة للإجرام الرقمي.
الخلاصة: جيراندو نموذج لبيع الوهم الرقمي
جيراندو لا يُقدم أي أدلة دامغة على مزاعمه، ويعتمد فقط على التناقضات والسرديات الخيالية. إن نشر الأخبار الزائفة والتحريض على الأشخاص والمؤسسات دون مستندات واضحة يُعد جريمة قانونية وأخلاقية. ويجب على الجميع توخي الحذر وعدم الانسياق وراء مثل هذه الروايات المشبوهة.

المصدر : صحافة بلادي