بعد انسحاب الجيش السوري: قوات قسد تسيطر على دير الزور وتغير موازين القوى

في تطور جديد في سوريا، انسحب الجيش السوري جزئيًا من بعض مناطق دير الزور شرق البلاد. هذا الانسحاب أتاح لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ملء الفراغ العسكري في المنطقة، مما يغير موازين القوى في شرق سوريا.

لماذا انسحب الجيش السوري؟

الجيش السوري يواجه تحديات كبيرة في إدارة جميع المناطق التي استعادت السيطرة عليها. الانسحاب من بعض المناطق جاء نتيجة لضغوط داخلية وأولويات متغيرة. الجيش يعاني من نقص في الموارد البشرية واللوجستية، ما يجعله يعيد ترتيب أولوياته العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تصعيدات في مناطق أخرى من سوريا تتطلب تعزيز الجبهات الأخرى.

قوات قسد: توسيع النفوذ في دير الزور

بعد انسحاب الجيش السوري، أصبحت قسد القوة المسيطرة في العديد من المناطق. “قسد” تضم مقاتلين أكراد وعربًا، ولها دعم كبير من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. هذا الدعم يعزز من قدرتها على توسيع نطاق سيطرتها في دير الزور. كما أن تحالف “قسد” مع القوى الغربية يعزز موقفها في مواجهة القوات الإيرانية والتركية.

التحديات أمام قسد

على الرغم من تقدمها، تواجه قسد تحديات عدة. أولها، التوترات مع العشائر العربية في دير الزور. العشائر قد تعارض الهيمنة الكردية، مما يعقد السيطرة على المنطقة. ثانيًا، هناك تهديدات أمنية من خلايا داعش النائمة أو فصائل مسلحة أخرى. ورغم الدعم العسكري من التحالف الدولي، فإن التحديات الأمنية في المنطقة لا تزال قائمة.

التدخلات الإقليمية في دير الزور

تركيا وإيران يتدخلان في الوضع السوري بشكل مكثف. تركيا تعتبر “قسد” امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK)، بينما تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في المنطقة. هذه التدخلات تزيد من تعقيد الوضع الأمني في دير الزور. تدعم إيران الميليشيات المحلية في المنطقة، مما يؤدي إلى صراع مستمر على النفوذ.

مستقبل دير الزور

انسحاب الجيش السوري سمح لقسد بتوسيع نفوذها في المنطقة، لكن الوضع في دير الزور يظل معقدًا. هناك صراع على النفوذ بين قسد، الجيش السوري، والعشائر المحلية. المنطقة أيضًا غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط، مما يزيد من أهمية السيطرة عليها. سيظل الصراع في دير الزور مستمرًا، وقد يشهد تصعيدًا مستقبليًا مع تداعيات هذا الانسحاب.

الختام

التحولات في دير الزور تعكس تغيرات كبيرة في موازين القوى في سوريا. في حين أن قسد قد تملأ الفراغ العسكري، إلا أن التحديات الأمنية والسياسية ستظل حاضرة. المستقبل في دير الزور يبدو غامضًا ومعقدًا، حيث تتداخل مصالح القوى المحلية والدولية، مما يجعل الوضع في المنطقة أكثر هشاشة.

مصدر: صحافة بلادي