مشاهد مروعة: جثث متناثرة في مستشفى كمال عدوان بقطاع غزة

قال مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، الجمعة، إن قوات إسرائيلية اقتحمت المستشفى الليلة الماضية وأمرت بإجلاء عدد من العاملين والنازحين قبل انسحابها، في حين خلفت الغارات الجوية جثثًا متناثرة في الشوارع المحيطة بالمستشفى.

وأوضح مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، عبر تطبيقات المراسلة:
“البداية كانت سلسلة من الغارات الجوية على المناطق الشمالية والغربية للمستشفى، تزامنت مع إطلاق نار كثيف ومباشر. وبعد ذلك، دخل شخصان يحملان مكبرات صوت إلى المستشفى، وأمرا بإخلاء المرضى والنازحين والطواقم الطبية إلى ساحة المستشفى. تم إجبار الجميع على الخروج إلى نقطة تفتيش، مع السماح بمرافق واحد لكل مريض أو نازح.”

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الحادث، متهمًا حركة حماس باستخدام المرافق المدنية، بما فيها المستشفيات والمدارس، كغطاء لعملياتها. من جهتها، نفت حماس هذه الاتهامات، متهمة إسرائيل بممارسة القصف العشوائي والانتهاكات.

عاد مستشفى كمال عدوان ليكون محطًا لعمليات عسكرية مكثفة، إذ تقول إسرائيل إنها تستهدف منع المسلحين من إعادة تنظيم صفوفهم. ومع ذلك، أعرب ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية، عن قلقه الشديد مؤكدًا أن المنظمة لم تتلقَ أي تحذير مسبق قبل قصف المستشفى.

ذكر مسعفون فلسطينيون أن الغارات الجوية الإسرائيلية، يوم الخميس، أسفرت عن مقتل 39 شخصًا، بينهم 20 على الأقل لقوا مصرعهم في هجوم استهدف خيامًا تأوي عائلات نازحة داخل مخيم مكتظ جنوب القطاع. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن ثلاثة مستشفيات رئيسية في شمال القطاع أصبحت شبه متوقفة عن العمل جراء الهجمات المتكررة ونقص الإمدادات.

وجهت وزارة الصحة الفلسطينية نداء استغاثة، متهمة الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في مستشفى كمال عدوان، قائلة:
“من تبقى من الجرحى داخل المستشفى يعانون من إصابات بالغة ويحتاجون إلى تدخل طبي فوري.”
وأشارت الوزارة إلى أن 17 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، وتواجه نقصًا حادًا في الكوادر والمستلزمات الطبية والوقود والكهرباء، ما يهدد بتوقفها عن العمل في أي لحظة.

أفاد سكان في بيت لاهيا بأن الجيش الإسرائيلي قصف عدة منازل قريبة من مستشفى كمال عدوان ليلة الخميس. بينما تشير تقارير فلسطينية إلى أن إسرائيل تسعى لإنشاء منطقة عازلة في شمال القطاع بعد إخلاء المنطقة، إلا أن إسرائيل تنفي هذه المزاعم.

تستمر الأوضاع في التدهور مع تصاعد الغارات والاقتحامات، وسط مناشدات دولية لإنهاء التصعيد وتقديم المساعدات الطبية العاجلة للسكان المحاصرين.