المراهنات الإلكترونية: خدعة تروجها التطبيقات وتستغل شهرة النجوم
رغم أن بعض الأفراد حققوا أرباحاً كبيرة من المراهنات الإلكترونية، فإنها تُعتبر تهديداً حقيقياً للعديد من الأسر المصرية التي خسرت مبالغ ضخمة في محاولات مستمرة للربح أو تعويض الخسائر الناجمة عن المقامرة.
خداع التطبيقات الرقمية
يشير خبير الأمن السيبراني، نادر حسن، إلى أن بعض تطبيقات المراهنات تتبع أساليب دعائية معتدلة، بينما تستخدم أخرى طرقاً خادعة لجذب المقامرين. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء إعلانات تتضمن مقاطع فيديو لمشاهير مثل محمد صلاح نجم ليفربول أو ممثلين هوليود، لإقناع المستخدمين بأن هؤلاء النجوم يروجون فعلاً لهذه التطبيقات.
وأضاف حسن في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الإعلانات تعتمد على كلمات مغرية مثل: “لا حاجة للعمل لساعات طويلة.. فقط العب واربح”، مما يشجع الشباب على تحميل التطبيقات ظناً منهم أنهم سيحققون مكاسب سريعة.
تأثيرات خطيرة على الأفراد
تثير هذه التطبيقات الإدمان لدى العديد من المستخدمين. تبدأ الرحلة بالربح، ما يشجع الأشخاص على العودة للمراهنة مجددًا. لكن مع مرور الوقت، تتحول المكاسب الصغيرة إلى خسائر متتالية، ليكتشف اللاعب في النهاية أنه أضاع كل ما يملك. ويؤكد حسن أن بعض المدمنين على هذه الألعاب يحتاجون إلى علاج نفسي بسبب إدمان المقامرة.
حملات دعاية ضخمة
على صعيد آخر، يشير حسن إلى أن الشركات المالكة لهذه التطبيقات تنفق مبالغ ضخمة على حملات إعلانية، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”إكس”، لترويج فكرة المكاسب السريعة دون أي جهد. هذا النوع من الدعاية يعزز فكرة الربح السهل ويجذب العديد من الشباب الذين يظنون أنهم سيحققون ثروة بسرعة.
أزمات جنائية بسبب المراهنات
من جانبه، أشار الخبير التقني أحمد عبدالفتاح إلى أن المراهنات الإلكترونية تسببت في أزمات جنائية كبيرة في مصر. العديد من الشباب أصبحوا مهووسين بهذه الألعاب، مما دفعهم إلى إنفاق أموال طائلة. وأضاف عبدالفتاح أن حادثة اختلاس 12 مليون جنيه من قبل موظف حراسة في إحدى شركات نقل الأموال في “منيا القمح” بمحافظة الشرقية تعد أبرز مثال على الضرر الذي تسببه هذه التطبيقات. فقد أنفق الموظف كامل المبلغ على المراهنات ليخسره في نهاية المطاف.
مآسي إنسانية بسبب المقامرة
وأكد عبدالفتاح أن هذه الحوادث ليست حالات فردية، بل تتكرر في العديد من المدن المصرية.
ففي مدينة بني مزار بصعيد مصر، انتحر شاب في العشرين من عمره بسبب تراكم الديون بسبب المقامرة في أحد تطبيقات المراهنات الإلكترونية. كما شهدت منطقة الخليفة بمحافظة القاهرة حادثة مؤلمة، حيث أقدم شاب على طعن جدته المسنّة للحصول على المال لتغطية خسائره.
الخلاصة
تسلط هذه الوقائع الضوء على تأثيرات المراهنات الإلكترونية السلبية على الأفراد والمجتمعات.
رغم أن بعض الأشخاص يحققون أرباحًا، فإن المراهنات الإلكترونية تُنشئ بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث يؤدي الإدمان المالي والجنائي إلى خسائر جسيمة لا يمكن تعويضها.
مصدر:صحافة بلادي