في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، تتجه الأنظار نحو دونالد ترامب ودوره المحتمل في حل الأزمة الأوكرانية. مع استمرار العمليات العسكرية على الأرض، يبدو أن النزاع يدخل مرحلة أكثر تعقيدًا. هذا التصعيد العسكري يضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبيرة، في حين ينتظر الجميع لمعرفة كيف ستؤثر الإدارة الأميركية القادمة على مسار الصراع. هل سيكون لترامب دور في تعديل التوازنات؟ وهل يمكنه أن يقدم حلاً دبلوماسيًا حاسمًا؟
ترامب ودوره في حل الأزمة الأوكرانية
يُعد دور ترامب في حل الأزمة الأوكرانية من أكثر المواضيع التي تثير الجدل في الساحة الدولية. في الوقت الذي تتهم فيه روسيا إدارة الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، بتأجيج النزاع من خلال تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، يروج ترامب لفكرة تقليل التدخلات الخارجية لتحقيق السلام. يعتقد ترامب أن هذا النهج سيؤدي إلى دفع الأطراف المتنازعة نحو الحوار ويعزز فرص التوصل إلى اتفاق.
رؤية ترامب تجاه الدعم الغربي لأوكرانيا
يشير العديد من الخبراء إلى أن سياسة ترامب تجاه الأزمة الأوكرانية قد تختلف جذريًا عن سياسات سابقيه. وفقًا لهذا النهج، قد يتم تقليل الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا، مما سيُجبر الأطراف المتنازعة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. يرى مؤيدو ترامب أن هذا التوجه سيقود إلى تسريع عملية السلام. ولكن، يحذر البعض من أن تقليص هذا الدعم قد يكون له تداعيات سلبية. فالدول الأوروبية، التي تدعم أوكرانيا، قد ترى في هذه الخطوة خطرًا على أمنها الإقليمي وتوازن القوى في المنطقة.
التحديات التي يواجهها ترامب في السياسة الدولية
من جهة أخرى، يرى العديد من المحللين أن سياسة ترامب ستواجه تحديات كبيرة في إقناع القوى الدولية بتغيير مواقفها المتشددة تجاه روسيا. مع استمرار التصعيد العسكري على الأرض، من غير المرجح أن يوافق حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا على أي تقليص في الدعم العسكري لأوكرانيا. فالدول الأوروبية تظل متمسكة برؤيتها بأن دعم كييف هو السبيل الوحيد لردع التصعيد الروسي وحماية الأمن الإقليمي.
إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن يشهد مسار الدبلوماسية الأميركية تغييرات كبيرة. ترامب معروف بتوجهاته المتشددة في السياسة الخارجية، لكن في ما يخص الأزمة الأوكرانية، قد يسعى لتحقيق نوع من التوازن بين الضغط على روسيا والدعم المستمر لأوكرانيا. ولكنه سيواجه معارضة شديدة من حلفائه التقليديين في الاتحاد الأوروبي، الذين لا يرغبون في أي مرونة تجاه موسكو، خاصة في ظل استمرارية القصف والهجمات العسكرية
مع استمرار التصعيد العسكري، أعلنت أوكرانيا عن إسقاط العديد من الطائرات المسيرة الروسية، بينما أكدت روسيا تصديها للهجمات الأوكرانية باستخدام صواريخ متقدمة. هذه التطورات تشير إلى أن الأزمة أصبحت أكثر تعقيدًا. ومع تصاعد العمليات العسكرية، يصبح من الصعب تحقيق الحلول السياسية السريعة. عمليات القصف المتبادلة تعكس عمق الأزمة، وهو ما يجعل أي محاولة لحل دبلوماسي أكثر صعوبة. الوضع العسكري الميداني له دور محوري في تحديد مسار الأزمة.
الخبراء يشيرون إلى أن نجاح ترامب في حل الأزمة الأوكرانية سيعتمد على قدرته على التوسط بين الأطراف المتنازعة. من المرجح أن تتطلب أي خطة دبلوماسية تنازلات من جميع الأطراف. في حال نجح في جمع الأطراف حول طاولة المفاوضات، قد تكون هذه فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق. لكن المخاوف من فشل الحلول السريعة تظل قائمة، خاصة في ظل الظروف الميدانية الحالية.
إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، سيكون أمامه خيار صعب: إما أن يواصل دعم أوكرانيا كما فعلت الإدارة السابقة، أو يسعى لتقليل التدخلات الخارجية ويحث على المفاوضات. في جميع الأحوال، الوضع في أوكرانيا لا يزال معقدًا، ولا يبدو أن أي طرف مستعد للتنازل بسهولة.
المصدر: صحافة بلادي