يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي تدفقًا كبيرًا للاستثمارات المالية، مما أثار مخاوف من احتمال ظهور فقاعة جديدة. ومع ذلك، يعتقد معظم الخبراء أن هذه التكنولوجيا ستحقق فوائد ملموسة، على الأقل لبعض الشركات.
تقدّر قيمة شركة “أوبن إيه آي”، التي أطلقت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال برنامج “تشات جي بي تي” في نهاية عام 2022، بنحو 157 مليار دولار، بعد جمعها 6.6 مليار دولار من التمويل. ورغم التحديات التي تواجهها، بما في ذلك مغادرة عدد من المديرين وسلسلة من الفضائح، فإن الشركة تواصل تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع التكنولوجيا.
وفقًا لشركة “ويدبوش” الاستشارية، يعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة “الثورة الصناعية الرابعة”، حيث يتوقع أن تستثمر الشركات الكبرى نحو تريليون دولار في هذا المجال خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويُشار إلى أن “تشات جي بي تي” كانت نقطة تحول، مشابهة لما أحدثه آيفون في عالم الهواتف الذكية.
ومع ذلك، فإن تكاليف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالية جدًا، إذ يتطلب إنتاج المحتوى استخدام نماذج متقدمة مثل “جي بي تي-4″، مما يستدعي بنية تحتية متطورة وموارد كبيرة. وقد استثمرت مايكروسوفت 13 مليار دولار في “أوبن إيه آي”، بالإضافة إلى أكثر من 15 مليار دولار في استثمارات أخرى خلال هذا العام. في المقابل، أنفقت غوغل 13 مليار دولار في تطوير معدات جديدة لمراكز البيانات.
لكن التقارير تشير إلى أن هذا الإنفاق لم يحقق نتائج ملموسة حتى الآن، حيث يعتبر بعض المحللين أن السوق يشهد فقاعة، إذ يسعى العديد من الموردين لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي دون أن يكون العملاء مستعدين لذلك.
تتوقع المحللة غريس هارمون أن الشركات الكبرى لا تسعى حاليًا لتحقيق الأرباح، بل تخشى من تفويت فرص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، حتى لو كانت العوائد غير مضمونة.
رغم ارتفاع التقييمات، يقرّ الخبراء بوجود إمكانات هائلة لهذه التكنولوجيا على المديين المتوسط والبعيد. ويواجه القطاع تحديًا كبيرًا في إيجاد نماذج اقتصادية تضمن استمراريتها بعد أي انهيار محتمل للفقاعة.
بينما تتوقع التقارير خسائر تصل إلى خمسة مليارات دولار لشركة “أوبن إيه آي” هذا العام، تؤكد المحللة كارولينا ميلانيسي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. ومع ذلك، ستحتاج الشركات للاستثمار بذكاء لضمان بقائها في المنافسة.