أفادت دراسة جديدة بأن حقن الخلايا التنظيمية التائية، المسؤولة عن التحكم في الاستجابات المناعية، مباشرة في الأنسجة التالفة مثل العظام والعضلات والجلد يمكن أن يعزز عملية الشفاء بشكل كبير. نشر التقرير على موقع New Atlas نقلاً عن دورية Nature Communications، حيث أوضح أن هذه الطريقة قد تمثل نقطة تحول في تطوير علاجات جديدة تعزز الشفاء بعد الإصابات.
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كامبريدج، أظهرت أن الخلايا التنظيمية التائية يمكن أن تُستخدم كقوة معالجة فعالة لمجموعة متنوعة من الإصابات. ورغم إمكاناتها الكبيرة، إلا أن الأبحاث حول استخدام هذه الخلايا كانت محدودة حتى الآن.
تعتبر خلايا الدم البيضاء، التي تتضمن الخلايا التنظيمية التائية، أساسية في مكافحة الالتهابات وتنظيف الخلايا التالفة. وقد أظهرت الأبحاث أن الانتقال من حالة التهاب نشطة إلى حالة مضادة للالتهابات ضروري للشفاء. لذلك، تهدف علاجات الطب التجديدي إلى الاستفادة من هذه الخلايا.
في الدراسة، قام الباحثون بحقن هيدروجيل يحتوي على الخلايا التنظيمية التائية في أنسجة مصابة لفئران مختبر، بما في ذلك عيوب الجمجمة وفقدان العضلات وجروح الجلد. وقد أظهر الفحص أن الفئران التي تلقت هذه الخلايا أظهرت تحسنًا ملحوظًا في التئام العظام والأنسجة العضلية، فضلاً عن سرعة شفاء الجروح.
أوضح شيزو أكيرا، أحد الباحثين الرئيسيين، أن الفئران المعالجة أظهرت زيادة في حجم العظام وكمية الأنسجة العضلية. وعند تحليل الآليات، تبين أن الخلايا التنظيمية التائية تفاعلت بشكل محدد مع المناطق المصابة، مما أدى إلى تعزيز الشفاء.
كما أشار ميكائيل مارتينو من جامعة موناش إلى أن الخلايا التنظيمية التائية يمكن أن تؤثر على أنواع أخرى من الخلايا المناعية، وتعزز إفراز جزيئات الإشارة المهمة لعملية الشفاء. وأكد أن جزيء IL-10 يلعب دورًا رئيسيًا في دعم هذه الخلايا لعملية التجديد.
توضح نتائج هذه الدراسة الإمكانات الواعدة لاستخدام الخلايا التنظيمية التائية كعلاج طبي تجديدي بعد إصابات الأنسجة. ومع أن البحث ركز على تأثير هذه الخلايا عند إعطائها مباشرة بعد الإصابة، إلا أن الدراسات المستقبلية ستسعى لتحديد التوقيت الأمثل لاستخدامها لضمان فعاليتها في الشفاء.