تحت ضغط النداءات الدولية والمبادرات الأميركية والفرنسية، تتجه الأنظار نحو إمكانية خفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل. في هذا السياق، تم اقتراح هدنة مؤقتة تمتد لمدّة 21 يوماً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، حيث اعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى أن النداء المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة ودول أخرى لوقف فوري لإطلاق النار يمثل “اختراقاً مهماً”.
وأكد المسؤول في تصريحاته للصحافيين أن واشنطن تأمل في أن يسهم هذا النداء في “تحفيز” الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة شاملة وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، عن إحراز تقدم ملحوظ في الساعات الماضية بشأن الهدنة، مشيراً إلى استمرار الجهود في الساعات القادمة. كما أوضح مسؤول إسرائيلي أن أي اتفاق مع حزب الله سيشمل بنوداً تتعلق بغزة، مع توقع تقديم ردود من الجانبين قريباً على المقترحات الأميركية-الفرنسية.
تأتي هذه المساعي في ظل تصعيد عسكري شهدته عدة مناطق لبنانية منذ بداية الأسبوع، حيث ارتفعت أعداد القتلى إلى 72 وبلغ عدد الإصابات 100 مدني، حسبما أفادت وزارة الصحة. كما تجاوز عدد النازحين من الجنوب اللبناني 500 ألف منذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في 8 أكتوبر.
وفي هذا الإطار، أشار حزب الله، المدعوم من إيران، إلى أن أي خفض للتصعيد يجب أن يرتبط بوقف إطلاق النار في غزة، رابطاً مصير لبنان بمستقبل القطاع الفلسطيني. بينما أكدت إيران أنها لا تسعى لتوسيع النزاع، داعية الدول الغربية لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن المنتظر أن يتوجه وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان في الأيام المقبلة، بعد أن عملت باريس مع الأطراف المعنية لتحديد معايير الحل الدبلوماسي للأزمة، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي تم تبنيه بعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله في 2006. هذا القرار أثار جدلاً بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، الذي يسيطر فعلياً على أجزاء من الجنوب اللبناني.
تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تفاعل الأطراف المعنية مع هذه المبادرات، وما إذا كانت ستؤدي إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة ووقف التصعيد الذي يعاني منه المدنيون.