بعد حوالي عقدين من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، استفاد كل من إسرائيل وحزب الله من دروس تلك الحرب، لكن المخاوف من نشوب حرب برية تعكس قلقًا أكبر لدى أحد الطرفين.
إذا حدثت مواجهة برية، فمن المرجح أن تكون مختلفة تمامًا عما شهدناه سابقًا. وفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال”، حافظ حزب الله على ترسانة ضخمة تضم صواريخ وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات، مما يمنحه القدرة على مواجهة التقدم الإسرائيلي.
تفوق تكنولوجي إسرائيلي واضح
بين الأسلحة الجديدة لحزب الله، يظهر صاروخ “ألماس” الإيراني المضاد للدبابات، الذي يوفر دقة أعلى بكثير مقارنةً بما كان عليه الوضع خلال حرب 2006.
في الآونة الأخيرة، شنت إسرائيل هجمات جوية مدمرة على حزب الله، مما وضع الجماعة في موقف دفاعي وأبرز تفوقها في مجال الاستخبارات والتكنولوجيا. وفي نهاية حرب 2006، كانت دبابات “الميركافا” الإسرائيلية، المعروفة بصلابتها، تمثل رمزًا لقوة الجيش.
حزب الله: إحدى أقوى الميليشيات المسلحة
على الرغم من خسائره في 2006، تمكن حزب الله، الذي تأسس خلال الحرب الأهلية اللبنانية، من إعادة بناء وتعزيز ترسانته، ليصبح من أكثر الميليشيات تسليحًا في العالم.
تقدر التقارير أن الجيش الإسرائيلي يمتلك عشرات الآلاف من الجنود وأكثر من 150 ألف صاروخ، بينما نجح حزب الله في تطوير استراتيجيات عسكرية فعالة.
هل الحرب البرية حتمية؟
على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمدن اللبنانية نتيجة الهجمات الإسرائيلية، تبرز الحاجة إلى عمل عسكري بري، وهو ما حذرت لبنان من أنه قد يتسبب في تصعيد الصراع.
يعتبر المحللون أن شن حرب برية سيكون خطوة غير حكيمة من قبل إسرائيل، حيث إن حزب الله يتمتع بقدرة على تنفيذ استراتيجيات غير تقليدية، كما أشار حسن نصر الله إلى أن أي اجتياح إسرائيلي يمكن أن يتحول إلى “فرصة تاريخية” لصالح حزبه.
تضاريس جنوب لبنان تعزز من قدرة حزب الله
تضاريس المنطقة تشكل تحديًا كبيرًا لأي جيش غازٍ، مما يمنح حزب الله ميزة استراتيجية في أي مواجهة. يعتمد حزب الله على شبكة معقدة من الأنفاق التي تسمح له بالتنقل دون أن يُكتشف.
استعدادات وتحسينات مستمرة
حزب الله طور من أساليبه القتالية، مستفيدًا من خبراته في النزاعات الإقليمية، ما يجعله جاهزًا لمواجهة أي هجوم محتمل. يتمتع مقاتلوه بقدرة على التحرك بسرعة وفاعلية، وهو ما يمكن أن يحول الصراع إلى مستنقع معقد، كما حدث في غزة.