لا يزال حلف شمال الأطلسي من أبرز داعمي أوكرانيا في صراعها ضد الغزو الروسي، إلا أن أمينه العام، ينس ستولتنبرغ، أكد أن نهاية النزاع لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات. وفي مقابلة مع صحيفة FAS الأسبوعية الألمانية نُشرت اليوم السبت، أشار ستولتنبرغ إلى أن الحل العسكري لن يكون كافياً، ولفت إلى إمكانية بدء حوار مع روسيا في المستقبل.
وأضاف ستولتنبرغ، الذي تنتهي ولايته كرئيس للحلف في أكتوبر المقبل، أن الحلف كان يمكنه اتخاذ خطوات إضافية لمنع الغزو الروسي في عام 2022. وصرح قائلاً: “نحن نقدم الآن المعدات العسكرية لكييف، لكن كان بالإمكان تقديمها في وقت مبكر لمنع الحرب.”
وأوضح ستولتنبرغ أن الحلف تردد في تقديم الأسلحة التي طلبتها أوكرانيا قبل بدء الغزو الروسي، بسبب المخاوف من تصعيد التوترات مع روسيا. وقد لاحظ أيضاً أن تصريحات أمين عام الناتو تتماشى مع دعوات ألمانيا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، وكذلك مع مقترحات الصين للسلام بين أوكرانيا وروسيا.
تزامنت تصريحات ستولتنبرغ مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل يومين، الذي أكد أن استخدام صواريخ بعيدة المدى من قبل أوكرانيا ضد العمق الروسي قد يغير التوازنات ويجر الناتو إلى حرب مباشرة مع روسيا. كما جاءت في وقت يشهد تململاً شعبياً في بعض الدول الأوروبية من استمرار الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، وتأثيره السلبي على الأوضاع الداخلية.
في الوقت نفسه، أكدت موسكو على لسان مسؤوليها أن الوقت ليس مناسباً للعودة إلى المفاوضات، خاصة بعد التوغل الأوكراني المفاجئ في مقاطعة كورسك الروسية الشهر الماضي. كما رفضت روسيا التفاوض بناءً على الشروط الأوكرانية التي تشمل الانسحاب الكامل من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.