في تصعيد جديد للتوترات الجيوسياسية، اتهمت الصين يوم السبت ألمانيا بتعريض الأمن في مضيق تايوان للخطر، وذلك عقب مرور سفينتين تابعتين للبحرية الألمانية عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع الألمانية أن الفرقاطة بادن-فورتمبرغ وسفينة الإمدادات المرافقة لها قد عبرتا المضيق، وهو ما أثار رد فعل حاداً من بكين.
في بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الصيني، لي شي، وصف السلوك الألماني بأنه “يؤدي إلى زيادة المخاطر الأمنية ويبعث برسائل خاطئة”.
وأضاف أن القوات الصينية المنتشرة في المنطقة “ستتصدى بحزم لأي تهديدات أو استفزازات”.
يأتي هذا التصريح في وقت حساس حيث شهدت الأشهر الأخيرة مرور عدة سفن حربية أمريكية وكندية عبر مضيق تايوان، مما دفع الجيش الصيني إلى رفع حالة التأهب في المنطقة.
تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، تعد نقطة خلاف رئيسية بين بكين والدول الغربية.
الصين تواصل تأكيد استعدادها لاستعادة السيطرة على تايوان إن لزم الأمر، في حين أن العديد من الدول، بما في ذلك ألمانيا، تصف هذه الرحلات عبر المضيق بأنها جزء من حرية الملاحة الدولية.
وفي سياق متصل، تعمل الحكومة الألمانية تحت قيادة المستشار أولاف شولتس على تحقيق توازن دقيق بين مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.
بينما تسعى ألمانيا إلى الحفاظ على علاقاتها التجارية مع الصين، فإنها تواجه ضغوطاً متزايدة من أجل التعامل بحذر مع التوترات المتصاعدة في منطقة المحيط الهادئ.
وأشار المتحدث الصيني لي شي إلى أن الجيش الصيني قد نشر قوات بحرية وجوية لمراقبة السفن الألمانية في المضيق وتحذيرها من أي تصرفات قد تعتبر استفزازية.
هذا التوتر المتصاعد يعكس استمرار الصراع الجيوسياسي حول تايوان ويبرز تعقيدات العلاقات بين القوى الكبرى في المنطقة.