ظهرت دراسة حديثة أن هناك علاقة بين ارتفاع مستويات السكر في الدم ونبرة الصوت، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لتشخيص مرض السكري من النوع 2 ومراقبة مستويات السكر بطريقة بسيطة عبر الهواتف الذكية، وذلك وفقًا لما ذكره موقع “نيو أطلس” نقلاً عن دورية “Scientific Reports”.
في مرض السكري من النوع 2، تؤدي مقاومة الأنسولين وفقدان قدرة البنكرياس على إنتاج كمية كافية من الأنسولين إلى اختلال مستويات السكر في الدم. تشخيص الحالة مبكرًا يعد أمرًا حاسمًا لتجنب المضاعفات طويلة الأمد. وقد أظهرت الدراسات السابقة طرقًا متعددة لتشخيص المرض، من فحص مستويات البروتينات في الدم إلى استخدام كاميرات الهواتف الذكية، لكن هذه الدراسة الجديدة تقدم نهجًا مختلفًا.
تمكن فريق من الباحثين في مختبرات كليك للأبحاث من تطوير طريقة جديدة لتشخيص ومراقبة مرض السكري من خلال تحليل نبرة الصوت. وصرح جايسي كوفمان، العالم الرئيسي في مختبر كليك والباحث الرئيسي في الدراسة، قائلاً: “أثبتت الدراسة وجود ارتباط إيجابي ملحوظ بين مستويات السكر في الدم وتردد الصوت الأساسي. هذا الاكتشاف يفتح المجال لمزيد من البحث حول إمكانية استخدام الصوت كأداة للتنبؤ بمستويات الغلوكوز ومراقبتها. فبينما قد تكون طرق مراقبة الغلوكوز الحالية غير مريحة، يمكن أن تكون مراقبة مستويات السكر عبر الصوت، باستخدام الهواتف الذكية، أكثر سهولة وقد تكون بمثابة تغيير جذري للمرضى”.
يشير التردد الأساسي، أو F0، إلى النبرة الأساسية للصوت، وقد تم اقتراح أن مستويات الغلوكوز قد تؤثر على هذا التردد من خلال تأثيرها على توتر أو كتلة أو طول الأحبال الصوتية. بناءً على هذه الفرضية، قام الباحثون باختبار العلاقة بين مستويات الغلوكوز ونبرة الصوت.
توصلت الدراسة إلى وجود ارتباط مهم بين نبرة الصوت ومستويات الغلوكوز في الدم، مع الكشف عن علاقة خطية بينهما؛ حيث تزداد نبرة الصوت بزيادة مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن درجة الصوت وحدها قد لا تكون كافية لتحديد مستويات السكر بدقة، وأن السمات الصوتية الأخرى قد تكون ضرورية لبناء نموذج تنبؤ فعال.
تشير هذه النتائج إلى إمكانيات جديدة لتشخيص ومراقبة مرض السكري من النوع 2 من خلال تقنيات أقل تدخلاً، مما قد يسهل حياة المرضى ويجعل مراقبة صحتهم أكثر ملاءمة.