مع اقتراب شهر نوفمبر، تصاعدت محاولات التضليل التي تستهدف الانتخابات الأميركية من قبل قوى خارجية، مستغلة وسائل متنوعة مثل الاختراقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، وسط تعزيز الحكومة الأميركية لتحذيراتها من التدخل الأجنبي المتوقع في انتخابات 5 نوفمبر المقبلة.
تعتبر روسيا والصين وإيران من أبرز المتهمين في التدخل. فقد أنفقت روسيا نحو 10 ملايين دولار لتوظيف مؤثرين أميركيين، بعضهم لديهم ملايين المتابعين، بهدف “تضخيم الانقسامات الداخلية”، وفقاً لوزارة العدل الأميركية. كما صادرت الوزارة 32 نطاقاً إلكترونياً تنشر معلومات مضللة وتُحاكي مواقع إخبارية مشروعة مثل واشنطن بوست وفوكس نيوز، وفقاً لتقرير صادر عن “أكسيوس”.
في المقابل، تنفذ الصين حملة تضليل رقمية تُعرف بـ”Spamouflage”، حيث تستغل حسابات مزيفة أو مخترقة تنتحل صفة مواطنين أميركيين لنشر محتوى معادٍ للغرب، بحسب شركة الاستخبارات Graphika. ويُعتقد أن بعض هذا المحتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويركز التأثير الصيني، وفق المحللين، على تقويض الثقة في الديمقراطية الأميركية والتأثير في السياسات المتعلقة بتايوان.
أما إيران، فقد برزت كلاعب رئيسي في هذا المجال، حيث قامت باختراق أفراد مرتبطين بحملة دونالد ترامب وشنّت هجمات على حملتي جو بايدن وكامالا هاريس. ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الحكومة الإيرانية والحرس الثوري يدعمان جهود التضليل هذه. كما تظاهر عملاء إيرانيون بأنهم طلاب وقدموا مساعدات مالية خلال الاحتجاجات الأميركية ضد الحرب في غزة، وفقًا لتقييمات استخباراتية أميركية.
وتشير التقارير إلى أن إيران تشن حملة تضليل واسعة تهدف إلى تقويض حملة ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، مع استهداف بايدن وهاريس، وذلك في إطار سعيها لبث الفتنة الداخلية وتقويض سمعة النظام الديمقراطي الأميركي على مستوى العالم.
وقد حذرت آفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية، من أن إيران أصبحت أكثر عدوانية في محاولاتها للتأثير على الساحة الدولية، داعية الأميركيين إلى توخي الحذر عند التعامل مع حسابات غير معروفة على الإنترنت. كما أكدت أن إيران تعتبر الانتخابات الحالية ذات أهمية قصوى لمصالحها الأمنية الوطنية، مما يزيد من احتمالية تدخلها في النتائج.