مع التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبحت قدرة تمييز الإنسان عن الآلة في الفضاء الرقمي مسألة معقدة بشكل متزايد.
تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، مثل روبوتات الدردشة وأنظمة التحقق التقليدية مثل CAPTCHA، أصبحت قادرة على محاكاة السلوك البشري بطرق يصعب تمييزها.
استجابة لهذه التحديات، قدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى جانب شركات مثل OpenAI ومايكروسوفت، نظامًا جديدًا يُسمى “وثيقة إثبات الهوية البشرية” (PHC).
يعتمد هذا النظام على تقنية التشفير المعروفة بـ “إثبات المعرفة الصفرية” (Zero Knowledge Proof)، والتي تسمح بالتحقق من هوية المستخدمين دون الكشف عن معلومات شخصية حساسة.
يهدف نظام PHC إلى تعزيز الأمان الرقمي من خلال توفير وسيلة فعالة للتأكد من أن المستخدمين هم بشر حقيقيون وليسوا روبوتات.
يمكن للمستخدمين تخزين هذه الوثائق في أجهزتهم الشخصية، مما يعزز الخصوصية والأمان.
ومع ذلك، يواجه النظام الجديد عدة تحديات، بما في ذلك مخاطر بيع الوثائق بشكل غير قانوني والتركيز الرقابي الذي قد يجعله هدفًا للهجمات السيبرانية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يثير النظام مخاوف بشأن تركيز السلطة في يد عدد محدود من الجهات المسؤولة عن إصدار الوثائق، مما قد يؤدي إلى مشكلات تتعلق بالاحتكار الرقمي وحقوق المستخدمين.
على الرغم من أن نظام PHC يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الأمان الرقمي، إلا أن الباحثين يحذرون من أن التحقق من الهوية الرقمية هو جزء من حل أكبر، ويجب على شركات التكنولوجيا تحمل مسؤولية معالجة المشكلات الأساسية التي تسببت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي.