أشارت دراسة حديثة إلى أن الوفيات الناتجة عن السرطان بين الرجال ستتضاعف بحلول عام 2050، مع توقعات بزيادة عدد الإصابات بنسبة 84%، من 10.3 ملايين إصابة في عام 2022 إلى 19 مليون إصابة في عام 2050.
في إطار هذا الموضوع، قدم الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، تحليلاً حول الأسباب والعوامل التي تساهم في تزايد معدلات الإصابة بالسرطان بين الرجال، وأبرز سبل الوقاية الممكنة.
تزايد معدلات الإصابة بالسرطان بين الرجال
وفقا للطبيب حمضي، فإن تزايد معدلات الإصابة بالسرطان يشمل الجنسين، لكنه يختلف من حيث الدرجة بين الرجال والنساء. حاليًا، يعاني الرجال من نسبة إصابة أعلى، لكن الزيادة المتوقعة ستكون أكبر بين الرجال في السنوات المقبلة. بينما تشير الإحصائيات إلى أن واحداً من كل خمسة رجال وواحدة من كل ست نساء سيصابون بالسرطان خلال حياتهم، يموت واحد من كل ثمانية رجال وواحدة من كل 11 امرأة بسبب السرطان. هذا التفاوت لا يرجع إلى عوامل جينية بحتة، بل يرتبط أساسًا بنمط الحياة، النمو الديمغرافي، وتزايد معدلات الشيخوخة. بالإضافة إلى ذلك، يميل الرجال إلى تأخير إجراء الفحوصات والوقاية بالمقارنة مع النساء.
العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان
تتسبب خمسة عوامل سلوكية وغذائية في ثلث حالات وفيات السرطان: زيادة الوزن، ضعف استهلاك الفواكه والخضروات، قلة ممارسة الرياضة، التدخين، واستهلاك الكحول. كما أن تلوث الهواء في المدن، الدخان الضار داخل المنزل، وبعض أنواع العدوى الفيروسية تلعب دورًا في زيادة المخاطر.
السرطان ناتج عادة عن تفاعل بين عوامل وراثية، غذائية، سلوكية، وبيئية. في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حوالي ثلث حالات السرطان تنجم عن عدوى مثل التهاب الكبد الفيروسي وفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء.
و رغم توفر اللقاحات، فإن قلة استخدامها ترجع إلى صعوبات في الوصول إليها أو نقص الوعي بأهميتها.
سبل الوقاية من السرطان
يمكن تجنب أكثر من ثلث حالات السرطان باتباع نمط حياة صحي يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً، فقدان الوزن، ممارسة الرياضة بانتظام، والتوقف عن التدخين واستهلاك الكحول. التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي، الذي يتوفر مجاناً للفتيات في المغرب، يهدف إلى تقليل حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطانات أخرى.
كما أن الفحص المنظم لبعض أنواع السرطان مثل الثدي، عنق الرحم، القولون، والبروستاتا، يساعد في الكشف المبكر ويمكن أن ينقذ العديد من الأرواح، ويخفف من التأثير الاجتماعي والاقتصادي الكبير للسرطان على الأفراد والمجتمع.
المصدر : صحافة بلادي