بينما تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة، شهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعدًا كبيرًا في العنف خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث قُتل 20 فلسطينياً في عملية واسعة النطاق بدأت يوم الأربعاء الماضي، بينهم ثلاثة أعضاء في حماس قُتلوا يوم الجمعة في غارة جوية.
وفي ظل هذا التصعيد، تفاقم التوتر في شمال الضفة، خاصة غرب جنين، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والقوات الإسرائيلية. ووفقاً لبيان صادر عن كتائب القسام اليوم السبت، أكدت أنها تخوض معارك شرسة ضد الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي شهدت سلسلة من الاقتحامات والاشتباكات خلال الأيام الأخيرة.
في هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل شخصين في حادثين منفصلين بالضفة الغربية. حيث تسلل أحدهم إلى مستوطنة إسرائيلية، بينما أطلق الآخر النار على جنود بعد انفجار سيارته. كما أفاد الجيش بأن مجموعة فلسطينيين حاولت دهس حارس أمن عند مدخل مستوطنة كرمي، وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل أحد المهاجمين.
وفي حادثة أخرى، انفجرت سيارة في محطة وقود، وأطلق الجنود النار على المهاجم الذي حاول الاعتداء عليهم بعد خروجه من السيارة، مما أدى إلى مقتله. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحادثتان مرتبطتين.
من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا أشادت فيه بما وصفته بـ”العملية البطولية المزدوجة” في الضفة الغربية، مؤكدة أن المقاومة ستبقى مستمرة طالما استمر العدوان الإسرائيلي. ومع ذلك، لم تتبنَ الحركة مسؤولية مباشرة عن الهجومين.
يُذكر أن العنف في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، شهد تصاعدًا منذ أكثر من عام، وتفاقم الوضع بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق لحماس على جنوب إسرائيل. ومع تزايد اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المدنيين الفلسطينيين، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على عدة مجموعات، فيما دانت الدول الأوروبية هذه الاعتداءات، محذرة من عواقبها المحتملة، ولوحت بإمكانية فرض عقوبات على وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لدعمه انتهاكات المستوطنين.